المنذري يستقبل رئيس "المجلس الاستشاري" الصيني

المباحثات العمانية الصينية تستعرض سبل تعزيز التعاون الثنائي

...
...
...
...
...
...

◄ الانتهاء قريبا من تثبيت النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه في صلالة

مسقط- الرؤية

استقبل معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة بمكتبه اليوم الخميس، معالي وانغ يانغ عضو اللجنة الدائمة للمجلس السياسي للحزب الشيوعي الصيني رئيس المجلس السياسي الاستشاري للشعب الصيني والوفد المرافق لمعاليه، وذلك في إطار زيارته الرسمية الحالية للسلطنة.

وفي مستهل المقابلة، رحب معالي الدكتور رئيس المجلس بالضيف والوفد المرافق له، متمنيا لهم طيب الإقامة، وأن تكلل الزيارة بتحقيق الأهداف المرجوة في دعم العلاقات الثنائية بين السلطنة و جمهورية الصين الشعبية ودفعها إلى آفاق أرحب بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.

وأكد معاليه أهمية مثل هذه الزيارات في توثيق العلاقات القائمة بين البلدين في شتى المجالات وفتح مسارات جديدة للتعاون بينهما.

من جانبه، عبر معالي وانغ يانغ رئيس عضو اللجنة الدائمة للمجلس السياسي للحزب الشيوعي الصيني رئيس المجلس السياسي الاستشاري للشعب الصيني عن سعادته بزيارة السلطنة، مشيدا بما تشهده من تطور في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن بلاده تولي اهتماما كبيرا لتطوير التعاون مع عمان لتشمل العديد من المجالات بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.

وشاهد الوفد فيلما وثائقيا يوضح تطور مسيرة الشورى في السلطنة ويعرف بمجلس الدولة وآلية عمله.

عقب ذلك، عقدت جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين العماني والصيني برئاسة معالي الدكتور رئيس مجلس الدولة، ومعالي عضو اللجنة الدائمة للمجلس السياسي للحزب الشيوعي الصيني رئيس المجلس السياسي الاستشاري للشعب الصيني.

 واستهل معالي الدكتور رئيس مجلس الدولة جلسة المباحثات بكلمة أشاد فيها بما وصلت إليه العلاقات الثنائية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية، مشيرا الى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين بدأت في أواسط سبعينات القرن الماضي، لافتا الى أنها تتطور بوتيرة متسارعة في كافة المجالات.

وقال معاليه إن هذه العلاقات توجت بالقرار التاريخي من قبل قيادتي البلدين للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية الى علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وذلك بموجب البيان الرئاسي بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية بتاريخ 25 مايو 2018م، مما أدى الى دفعة قوية لتعزيز التشاور الاستراتيجي بين البلدين، منوها معاليه في هذا الصدد بدور اللجنة العمانية الصينية التي تم تشكيلها في أكتوبر 1998م، وجمعية الصداقة العمانية الصينية في أكتوبر 2010م والتي تلعب دورا مهما في تنمية العلاقات بين البلدين في كثير من المجالات الثقافية والتراثية والأدبية.

وبين معالي الدكتور رئيس المجلس أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع في آخر سنتين، كما سير الطيران العماني رحلات مباشرة بين مسقط وجوانزوا مما سيساهم في تعزيز الاستثمارات بين البلدين.

وأوضح معاليه أن السلطنة تعد محطة رئيسية على طريق الحرير الذي تسعى الصين الى إحيائه، مشيرا الى المفاوضات الجارية لدخول السلطنة في شراكة حقيقية مع الجانب الصيني في المشاريع سواء عبر الاستثمار داخل السلطنة كميناء الدقم أو المحطات الدولية الأخرى، إضافة الى التعاون القائم في عدة مجالات منها التعليم والتدريب والبحث العلمي والإعلام والنفط والغاز والسياحة.

وأفاد معالي الدكتور رئيس مجلس الدولة بأنه وفي إطار التعاون بين البلدين تم في 23 مايو 2016م توقيع اتفاقية إنشاء المدينة الصناعية الصينية العمانية لمدة 50 سنة بحجم استثمارات يقدر بحوالي 10.7 مليار دولار، كما وقعت السلطنة مذكرة تفاهم مع حكومة جمهورية الصين الشعبية في 15 مايو 2018م حول "التعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، ومبادرة طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، وتم توقيع بيان تأسيس مشترك بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية في 25 مايو 2018م بشأن إقامة علاقة الشراكة الاستراتيجية، حيث تضمن البيان ترحيب السلطنة ودعمها لمبادرة الحزام والطريق الصينية.

ولفت معاليه الى أن السلطنة قامت بتشكيل فريق عمل مشترك مع اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بجمهورية الصين، لتصبح اللجنة هي الجهة المسؤولة عن ملف الاستثمارات بين البلدين، ومن بين مشروعات الاستثمار مشروع المدينة الصناعية الصينية العمانية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

واكد معاليه أن كل هذه الخطوات تجسد رغبة الجانبين في ترسيخ التعاون بينهما توطيدا للعلاقات العمانية الصينية التي تمتد لأكثر من 1200 عام.

وأعرب معالي الدكتور رئيس مجلس الدولة في ختام كلمته عن أمله في أن يتم قريبا إنهاء الإجراءات لتثبيت النصب التذكاري للملاح الصيني تشنغ خه في صلالة تخليدا للزيارة التي قام بها للسلطنة قبل حوالي 600 سنة.

من جانبه، ثمن معالي رئيس المجلس السياسي الاستشاري للشعب الصيني جهود السلطنة من أجل استقرار المنطقة وتحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وأشار الى التعاون القائم بين البلدين الصديقين في العديد من المجالات والذي يمكن الدفع به إلى آفاق أرحب وخاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والعلمية وفي مجالات الطاقة المتجددة والبيئة والسياحة، إضافة إلى التعاون البرلماني.

وجرى خلال جلسة المباحثات استعراض أوجه التعاون بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية، وسبل تعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة، كما تم خلال المباحثات التأكيد على مواصلة تعزيز التعاون بين مجلس الدولة والمجلس الاستشاري للشعب الصيني.

حضر اللقاء عدد من المكرميـن أعضـاء المجلـس وسعادة الدكتور الأمين العام للمجلس والوفد المرافق لمعالي رئيس المجلس السياسي الاستشاري للشعب الصيني وسعادة لي لينج بينج سفيرة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدى السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك