فلسفة الاحتفالات بالأعياد الوطنية العُمانية

 

سمير عبد الصمد| الأردن

 

تلتقي قلوب العمانيين في الثامن عشر من نوفمبر كل عام، لترسم أزهى لوحات الولاء والانتماء، في إيقاعٍ جميلٍ، ومشهدٍ بديعٍ تلتقطه القلوب والعيون، لتنطلق في كلِّ بقاع السلطنة تُعبّر عمّا تحملُ من حبٍ أصيلٍ لا يتزحزح، وعمّا تُكِنُّ من وفاء صادق لجلالة قائد النهضة المظفرة. والثامن عشر من نوفمبر يرتبط بمناسبة عزيزة علينا جميعًا، ففي مثل هذا اليوم من عام 1940م، أنعم الله على السيد سعيد بن تيمور بفارس عمان القادم وباني نهضتها الحديثة، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه. وقد تنادى الشعراء ينثرون قصائدهم ومشاعرهم فرحين مهنئين السيد سعيد بقدوم نجله الأمين، وقد توسّموا فيه الخير، ليكون سندًا لوالده، وقائدًا نجيبًا لعُمان الغالية. ومن هذه القصائد قصيدة الشيخ عيسى بن صالح بن عامر الطائي، يقول فيها (1):

بُشرى فقد أحيا البَشيرُ نُفوسا

وأدارَ من وَحْيِ السُّرورِ كُؤوسا

//

وافى يزفُّ إلى البلادِ بَشائرًا

والكلُّ أصبحَ بالهَنا مَأنوسا

//

ولقدْ شفى الأحشاءَ من بُرَحائِها

نَبأٌ بِمولودٍ دُعِي قابوسا

//

في يومِ مَوْلدهِ عُمانٌ أشرقَتْ

وحنادسُ الظلماءِ صِرْنَ شُموسا

//

إنَّا نُؤمِّلُ فيه كُلَّ نَجابَةٍ

فالله يكْلأُ شَخَصَه المحروسا

//

يا أيُّها الملكُ المعظَّمُ مَنْ لَه

تُحدى الرواسِمُ يا أبا قابوسا

//

أَبْشِرْ بِشبلِكَ أنّه سيكونُ إِنْ

شاءَ الإلَهُ على النَّفيسِ نَفيسا

//

ويكون للإسلام أيمنَ قادمٍ

ولِشعبِ يَعْربَ حاكمًا ورئيسا

 

وقصيدة الشيخ القاضي هاشم بن عيسى الطائي، ومنها(2):

وافى السرورُ، وكلُّ الهمِّ قد ذَهبا

والحمدُ للهِ، إنَّ الحمدَ قد وَجَبا

//

وأشرقَ الكونُ بالبدرِ الذي لَمَعَتْ

أنوارُه بِظفارٍ جاءَ عنه نَبا

//

إني أزفُّ التهاني والبشائرَ للمَلِكِ

المُعظّمِ فخرِ السادةِ النُجُبا

//

سعيدٌ مِنْ سعدتْ أيامُه وصَفَتْ

أوقاتُه فَعَلا فوقَ العُلا نَسَبا

//

أبْشِرْ بميلادِ قابوسٍ وطَلْعَتِه

يا ذا الجلالةِ واشْكرْ للذي وَهَبا

,,

وقصيدة الشاعر سعيد بن مسلم المجيزي، ومنها(3):

بَشَّرَتْ نفسَها المَعالي الشُّموسُ

مُذْ أتاها وَليدُها قابوسُ

//

وَلَدتْهُ فكان صِنوًا وبَعْلاً

فالمعالي لِكلِّ مَلْكٍ عَروسُ

//

فاستطيبي يا ليالي التهاني

ذا لَعَمري به تِطيبُ النُّفوسُ

//

فانعَمي اليومَ يا عُمانُ بِنَجْلٍ

أنتِ سيفٌ بِكَفِّهِ والخميسُ

،،

وكلُّ هذه القصائد وسواها، تحمل – إضافةً لتهنئة السيد سعيد- مضامينَ الفرح والتفاؤل والثقة، بأن يكون نجله قابوس استمرارًا لهذا الغرس المبارك الطيب، سليل الأسرة الكريمة والدوحة العريقة، التي تضربُ جذورُها في أعماقِ التاريخ العربي والإسلامي.

كان الاحتفال الأول بالعيد الوطني في بيت الفلج في مسقط، في 23/7/1971م، وهو ذكرى تسلُّم صاحب الجلالة مقاليدَ الحكم، وفيه أطلَّ جلالته على شعبِه الكريم: "يسعدنا أن نحتفلَ اليومَ، بمرور سنةٍ كاملةٍ على هذا العهد الجديد الذي قابله الشعبُ العُمانيُّ بأسره، بفرحةٍ وتأييدٍ مطلق، فأينما توجَّهنا في وطننا العزيز قوبلنا من شعبنا الكريم بمظاهر الولاء والإخلاص، مما يستوجبُ منا الشكرَ، ويحدونا مواصلة الجهد، وبذل كلِّ غالٍ لرفع مستوى حياةِ شعبنا، والأخذ بشتّى وسائلِ الإصلاح في جميعِ مرافق حياته"

وقد قابل العمانيون ذلك بالتأييد والولاء، وترسَّخت في نفوسهم الثقةُ بالمستقبل، ليعودوا كما كانوا، وكما شهدَ لهم التاريخ، بعد مدةٍ من الانكفاء غابتْ فيها عُمانُ عن الساحة الدولية كقوةٍ فاعلةٍ في الشرق، فبعد أن كانت ذات شهرة وقوة، انحسرت سطوتُها لظروف مختلفة، فكان عهدُ صاحب الجلالة إيذانًا بفجرٍ جديدٍ مشرقٍ يُطلُّ على عُمان وأهلها، واستعادةً لمجدٍ تليدٍ، ومكانةٍ مرموقةٍ، كما وعد جلالته، حيث بدأ المواطن يُحسّ بقيمة ما تحقق على أرض الواقع في هذه الفترة الوجيزة.

وأجمل ما في النهضة العمانية أنها، منذ البدء، قامت على مبادئ أساسية واضحة، وتخطيط مرحلي سليم، معتمدةً على توفر الإمكانات، مُحْجمةً عن أسلوب الدعاية، وتكرارِ القولِ، وإغداقِ الوعود. "فخطتُنا في الداخل أن نبنيَ بلدَنا، ونوفِّر لجميع أهله الحياةَ المرفَّهة والعيشَ الكريم، وهذه غايةٌ لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق مشاركةِ أبناء الشعب في تحمُّل أعباءِ المسؤوليةِ ومُهمة البناء". ولا شك أن عملية البناء الشاقة تتطلب العمل بجدٍ وحزمٍ، وتتطلب الكثير من الجهد والتضحيات؛ للتغلب على ما يمكن أن يواجهها من مصاعبَ وعقباتٍ.

وفي العيد الوطني الثاني، والذي أقيم في 18/11/1972م، بيّن صاحبُ الجلالة وبكلماتٍ واضحةٍ مغزى الأعيادِ الوطنية، "الأعيادُ الوطنية للأممِ رمزُ عزةٍ وكرامةٍ، ووقفةُ تأمُّلٍ وأملٌ للماضي والمستقبل، ماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل؟ وليست المهرجاناتُ والاحتفالاتُ والأفراحُ سوى نقطةِ استراحةٍ والتقاطِ الأنفاس؛ لمواصلةِ رحلة البناء الشاقة والانطلاق بالبلاد نحو الهدف المنشود

وقد آثر صاحب الجلالةِ أن تكون برامجُ النهضة نابعةً من صميم الواقع العمانيّ، هدفها الأسمى الوصول إلى قمة العزة والكرامة، والارتباط بالأرض؛ ليشعرَ المواطنُ بمدى التجاذب بين الإنسان العُمانيّ وأرضه الطيبة.

والهدف من لقاء صاحب الجلالة مع المواطنين واضحٌ محدد، هو إعطاؤهم صورةً جليّةً عمّا أُنجز، وعمّا سيُنجزُ، فعلى المواطنِ أن يعرفَ إلى أين يسير الوطن، وعليه أن يشعرَ أنه شريكٌ فاعل في المسيرة، بل هو جزءٌ منها، وحينما تأتي هذه الرؤية من رأس السلطة فإن صداها أبلغُ قوةً، ووقعَها أشدُ تأثيرًا، "إن عزائمكم القوية واندفاعتكم الأصيلة للنهوض ببلادكم هي الحافز المحرك لمسيرتنا المباركة، نبني ونعمّر، نرفع صرح العمران شامخًا، ونشيد لعُمانَ حضارةً راسخة الأركان على أساسٍ صلبٍ من الدين والأخلاق والعلم النافع" فنجاح المسيرة مرهونٌ في التفاف الجميع، مسؤولين ومواطنين؛ لتحقيق أهدافها النبيلة الشاملة، والتغلب على كل التحديات التي تواجهها وتذليل كل العقبات، والتقدم بكل الإيمان والثقة؛ لبناء مجتمع الرخاء والرفاهية.

 وتتميز احتفالات العيد الوطني بأنها تشمل بقاع السلطنة كافة، على شكل ندواتٍ ولقاءاتٍ ومسيراتٍ واحتفالاتٍ وأمسياتٍ شعريةٍ وأهازيج وأغانٍ شعبيةٍ يشارك فيها جميع المواطنين والمواطنات على اختلاف أعمارهم، ومؤهلاتهم، ومناصبهم، يخرجون وقد وحّدهم الحب والولاء.

في العيد الوطني الحادي عشر 1981م، كان الاحتفال الرئيسي في مدينة صلالة التي ازدانت وازدهت فرحًا بالمقدم السامي، وقد أطل صاحب الجلالة مخاطبًا المواطنين: "على هذا الجزء العزيز من عُماننا الحبيبة (بصلالة قلب المنطقة الجنوبية ظفار) لا يسعنا إلا أن نحمد الله العليّ القدير الذي أمدنا بعونه وتوفيقه، وهيأ لنا القدرة على تحقيق الكثير من الإنجازات الهامة في ظل الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما بلادنا". وفي عام 1997م، يَحُطُّ مهرجان العيد الوطني رحاله من جديد في صلالة، تعبيرًا عن الفرح والسعادة، وتمجيدًا لأيامٍ في التاريخ مشرقة، وحوادثَ من الزمن نادرة، فشمس النهضة التي أشرقت من صلالة أوقدت الروحَ الوطنية، وألهبت حماسَ المواطنين، لينهضوا يشيدون ويبنون ويستعيدون أمجاد الوطن العريقة "لقد احتضنت هذه المدينة أول شعاع من الفجر الصادق الذي شق بضيائه حُجُب الظلام ومضى ينشر البِشْر، ويزرع الحياة، ... أجل، من هذه الربوع بدأت المسيرة المباركة أولى خطواتها في مضمار البناء والتعمير والتحديث والتطوير مفعمة بالأمل، متوهجة بالجد والعمل، غايتها الكبرى بناء دولة عصرية، وهدفها الأسمى تحقيق الأمن والرخاء والازدهار"

وقد خُصص عام 1983م للشبيبة العمانية، حرصًا من جلالته "على تنشئة شبابنا العماني وإعطائه القوة المعنوية، ليشعر بما نوليه من رعاية وعناية، وليقوم الشعب العماني بأجمعه بإعطاء الشباب ما يصلحه من اهتمام وتعليم وتثقيف وتشجيع وإعداد للمستقبل". والدافع كان بناء الشاب العماني، وتكوين شخصيته المتكاملة، وتعليمه وتدريبه، وصقل شخصيته، في مقدمة الأهداف النبيلة والغايات الجليلة التي سعت النهضة لتكريسها وترسيخها، باعتبارهم يجسدون الأمل الواعد للأمة. وفي احتفال عام 1993م، عام الشباب، كان نداء صاحب الجلالة للشباب العماني "بأن يعي دوره الكبير في بناء الوطن في مختلف الميادين، فيشمر عن ساعد الجد، باذلاً قصارى طاقته في الإسهام الإيجابي في حركة التنمية الشاملة، متدرعًا بالصبر الأمل والعزيمة والعمل والتضحية والإيثار من أجل حياة أسعد وأرغد، لا يمكن تحقيقها إلا بالجهد والعرق، والتغلب على كل الصعاب التي يمكن أن تعترض الطريق أو تعرقل المسيرة".

وفي العيد الوطني الثاني والعشرين 1992م، يأتي المهرجان ليعبر عن تقدم هذا البلد العزيز ونهضته وتطوره، ورفعته، وعزته، ورخائه، ونمائه، فانطلقت الأفراح "في مدينة صحار التي يفوح من جنباتها عبق التاريخ العاطر، ويلوح في محياها ألق الحاضر الزاهر، ورونق المستقبل... وإذ نتطلع بالأمل الواعد إلى ذلك اليوم الميمون الأغر، الذي يكتمل فيه تجديد شباب كل المدن العمانية؛ ليضيف إلى أمجادها التليدة مفاخر جديدة، يزهو بها الوطن، ويخلد ذكرها الزمن".

أما العيد الوطني الرابع والعشرون (عام التراث) عام 1994م فقد كان تعبيرًا عن الاهتمام بالتاريخ والاحتفاء بالتراث، من أجل تعميق شعور دائم بالفخر والاعتزاز في نفوس المواطنين، وإذكاء جذوة تقديرٍ له لا تخبو أبدًا؛ لأن حاضرهم موصول بماضيهم، وأن مستقبلهم إنما هو نتاج جهدهم في ذلك الماضي وهذا الحاضر، فالتقى التاريخ مع القلوب والمشاعر والأصالة "في مدينة التاريخ والعلم والتراث، وقلعة الأصالة والمجد الأثيل الشامخ، مدينة نزوى العامرة التي كان لها دور بارز في مسيرة الحضارة العُمانية لا يزال يتألق نورًا وضياءً، ورِفعةً وجلالًا، لقد كانت نزوى معقل القادة والعظماء، وموئل العلماء والفقهاء، ومرتاد الشعراء والأدباء. فأعظِم بها من مدينةٍ لها في قلوب العمانيين منزلة عالية، ومكانة سامية، وقدر جليل!".

وفي العيد الوطني السادس والعشرين 1996م، انطلقت المهرجانات والاحتفالات في مدينة صور؛ تخليدًا لتاريخ بحريٍ لافتٍ امتدّ قرونًا طويلة، حيث أسهم العمانيون في صنع الحضارة الإنسانية، فانطلقوا إلى أقاصي الأرض يجوبون البحار، ويمتطون الأخطار، ويتصلون بحضارات متنوعة، وثقافات متباينة؛ ليشكلوا بذلك تُراثًا حيًّا خالدًا يعبّر عن الثراء الباذخ للتجربة العمانية العريقة".. على أديم هذه المدينة الزاهرة التي يزهو التاريخ بأصالتها ويباهي الزمان بعراقتها ويعبق التراث المجيد في ساحاتها وعرصاتها، مدينة صور ذات الأمجاد البحرية التليدة التي سار بذكرها الركبان، فكانت مفخرة من مفاخر أبناء عُمان، فمن هذه المدينة التاريخية انطلق الشراع العماني حقبة طويلة من الدهر يجوب البحار والمحيطات زاهيًا متألقًا كالغيمة البيضاء الصافية، يحمل الخير إلى أركان الدنيا النائية، ويؤوب منها ظافرًا"

وفي عام 1999م، تحط رحالُ الخير، وتلتفت القلوبُ والعيون نحو منطقة الظاهرة التي بدأت تأخذ مكانها البارز على الخريطة الاقتصادية العمانية، استجابة لدعوة صاحب الجلالة إلى السعي الحثيث لدرء مخاطر الاعتماد على سلعة واحدة، ومن أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للرؤية المستقبلية المتمثلة في تعزيز المستوى المعيشي للمواطن، وتنمية الموارد البشرية، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية المُتاحة. فالتقينا من كلِّ عُمان الغالية، "لنحتفل معًا بالذكرى التاسعة والعشرين للنهضة العُمانية في ربوع مدينة عبري الواعدة، ولنجدد العزم بمدد متواصل منه تعالى، وسند دائم منكم يا أبناء عمان، على دفع المسيرة المباركة نحو مزيد من الازدهار والاستقرار والتطور والعمران، يكفل لكل ربوع هذا الوطن الطيب التقدم والارتقاء.

ولم تقتصر احتفالات السلطنة على المهرجانات والأفراح والتعبير العفوي الصادق عن المشاعر فحسب، بل تَعَدتْ ذلك إلى عدد من الفعاليات ذات الدلالات الخاصة في المجتمع العماني، ففي عام 1986م أخذت الاحتفالات طابع مهرجان شعبي يهدف لإبراز دور القوى الوطنية العاملة، وسائر القطاعات في المجتمع العماني، والحث على الإقبال على المهن التقليدية: كالزراعة وصيد الأسماك وتنمية الثروة الحيوانية، وغيرها. أما احتفال عام 1987م فخُصص لتكريم المواطنين المشتغلين بالحرف اليدوية، والمهن العمانية التقليدية والزراعية تقديرًا لكل عملٍ تؤديه السواعد العمانية. وخُصصت احتفالاتُ عامي 1991م و1992م للصناعة؛ إيمانًا من صاحب الجلالة بضرورة الارتقاء بالصناعة وتطويرها كونها قصب الاقتصاد الوطني، ومصدر قوته ومتانته.

إضافة لكل هذه اللمحات المشرقة، كان للاحتفالات بالأعياد الوطنية دورٌ بارز في إظهار كثير من الأسماء التي حلقت في سماء الأدب والفن: فصيحه وعاميّه، شعره ونثره، وأتاحت لها الذيوع والانتشار، وقدمت لنا المتعة والفرح، وملأت نفوسنا بالشموخ والعزة، فمازلنا – على سبيل المثال – نردد، مع الشاعر عبد الله الطائي قصيدته والتي قُدمت في المهرجان الطلابي عام 1983م.

"صوت للنهضة نادى، هبوا جمعًا وفرادى

قابوس للمجد تبادى، فابنوا معه الأمجادا،

يا أبناء عمان الأجوادا"

،،

وكان للمهرجانات كذلك أبلغُ الأثرِ في تنميةِ روح الولاءِ والانتماءِ في وجدان الشباب المشاركين، وغرس حب الوطن من خلال لوحات استعراضية مُعبِّرة، وأغانٍ وأناشيد تستلهم تاريخ عمان العريق، وتتغنى بروعة إنجازات الحاضر، وتشدُّ الهمم والعزائم لبناء المستقبل المشرق. وكان لهذه المهرجانات – أيضًا - دور أساسي في حماية الموروثات والأغاني والفنون الشعبية والموسيقى التقليدية والرقصات الفلكلورية، والألعاب الشعبية، حيث حوّلتها من مجرد فنونٍ محلية تؤدّى في بيئة ضيقة، في المدينة أو الريف أو البادية، إلى فنونٍ راقيةٍ مُدوَّنةٍ ومُوَثَّقةٍ بالصوت والصورة، مثل: الرزحة، والميدان، والهبوت، والعيالة، والعازي، والهمبل، والتيمينية، والويلية، والحول حول، وسواها.

لقد استطاعت الاحتفالاتُ بالأعياد الوطنية أن تؤكّدَ أصالة هذا الوطن، وتُبرزَ تراثَه الإنسانيّ الخالد وقيمَه النبيلة، وتُظهرَ جانبًا من منجزاته العلمية والأدبية والثقافية، وتثري طُموحاتِ أبنائه وآمالهم، وتحفّز طاقاتهم وإبداعاتهم للوصل إلى غدٍ مشرقٍ بالنور والأمل، مورقٍ بالعزة والكرامة والازدهار. وكلُّ هذا قليل من كثير.

 

المراجع:

  1.  الشيخ عيسى بن صالح بن عامر الطائي صدق المشاعر في رسالة الشاعر، مختارات شعرية، جمع وإعداد: عبد الله بن أحمد الحارثي، الطبعة الأولى: 1990م ص: 7
  2.  الشيخ القاضي هاشم بن عيسى الطائي، المرجع السابق ص:8
  3.  سعيد بن مسلم المجيزي، المرجع السابق، ص:9

تعليق عبر الفيس بوك