نُوفمبر التسامح.. مرحبًا

 

أنيسة بنت إبراهيم الهوتية

لَطالما كان شهر نوفمبر رومانسيًّا، ذا طابع استرخاء وراحة نفسية يحتويه الحنان والعاطفة الأُسرية بسبب الأجواء المناخية الجميلة، الغيوم والأمطار والهواء العليل؛ مما يؤدي للتخطيط إلى رحلات عائلية، كالذهاب إلى الشاطئ ليوم كامل أو نصفه، الملتقيات العائلية في الحدائق العامة...وغيرها الكثير من الأنشطة التي تعزِّز الترابط الأسري، وتنعشه دون التقيد بحدود جدران البيت خوفاً من الحَرِّ والشمس والرطوبة! فنفس الإنسان ومزاجيته يتأثران بالطبيعة الجميلة من حوله إيجابيًّا.

وكذلك حفلات الأعراس التي تُقام في هذا الجو تكون مريحة ومُنعشة أكثر، خاصة إذا أقيمت الحفلات التقليدية كـ"ليلة الحناء"، حفل بناء العريش، حفل الحق، وهي من الاحتفالات الاجتماعية التقليدية شبه المنقرضة، والتي نشعر بجمالها أكثر إذا أُقيمت في الهواء الطلق مع الشعور بالبرد الجميل والأضواء المُلونة ورائحة البخور واللُّبان هُنا، والخُبز والقهوة هُناك.. شُعور يؤجج الحَنين والبهجة في القلب.

ومع أجواء الترابط الأسري والأعراس والمناسبات، فإن الجمال النوفمبري مُتميز لدينا في كل تفاصيل بلادنا، في شوارعنا ومبانينا وقلوب أهالينا حين نحتفل بالعيد الوطني "ميلاد" باني نهضة هذا الوطن الغالي والدنا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حماه الله وعافاه- فنرى أن عُمان كلها تُقيم عُرساً مُشتركاً، ويحتفل فيها كل صغير وكبير، مواطن ووافد، فرحةً بميلاد النهضة، استشهاداً على أن الثامن عشر من نوفمبر عيدٌ في التاريخ يُذكر.

ولن يذكر التاريخ 18 نوفمبر فقط، بل سيذكر معه قابوس بن سعيد القائد الحكيم الذي اجتهد لرفع راية التسامح والسلام مَحليًّا ودوليًّا، ووضع أساسات عُمان وطورها خلال أعوام عمره الذي أفناه لأجل هذا الوطن. وسيبقى الإنسان العُماني رافعاً رأسه مفتخراً بأنه ولد في بلدٍ لم يُعرف عنها سوى الأمن والأمان والإيمان بزرع الخير اليوم لحصد ثماره غداً، وبأن الإنسانية مبدأ العُمانيين يتعاملون به مع الجميع ولا يخصونه على أحد دون غيره. وبمجرد وضع هذا المنهج الإيماني البسيط في وقت اشتدت فيه النوائب هُنا وهُناك؛ فهذا دليل على أن صاحبها قد أوتي من الصبر والحكمة الكثير.

وكلمة التسامح ليست مجرد "مُسمى" لقمة، أو مؤتمر، أو ندوة، أو احتفال أو يوم عالمي! إنما هو فِعل له إنجازات تُذكر على صفحات التاريخ. ونحن نفتخر بأن نكون تلامذة لهذا القائد المتسامح في قوله وفعله حفظه الله ورعاه، ونمشي على خُطاه نتعلم منه ونسعى لأن نُكَمِل معه ما بدأ بناؤه. والجوائز الدولية التي نالها صاحب الجلالة في السلام والتفاهم الدولي دليل على تميزه كقائد لهذه النهضة المباركة، وأهمها:

- جائزة السلام الدولية عام 1998م.

- جائزة السلام من الجمعية الدولية الروسية عام 2007م.

- جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي عام 2007م.

وما زال مستمراً في عطائه للسلام والتفاهم الدولي، فليحفظك الله والدي أمناً وأماناً لِعُمان ولنا.. وليحفظك سلاماً وفخراً كما عهدناك، وليجعل كيد الكائدين بكَ في نحورهم.. آللهم آمين.

 

فعيدُ مَولدِ سَعيد يا فَرحة نُوفمبر وضياء الثامِن عَشَر مِنها...،