وعادت الرئاسة إلى قواعدها سالمة

علي بن سالم كفيتان

 

للمرة الثالثة على التوالي نال سعادة خالد بن هلال المعولي رئاسة مجلس الشورى عبر الاقتراع السري المُباشر وهذا دليل على أنَّ الرجل كان يُمثل التيار الأكثر تأثيراً، فرغم الرغبة الجامحة في إجراء تغيير برئاسة المجلس بناء على معطيات الدورتين السابقتين، إلا أن أعضاء الشورى اختاروا السير خلف الرئيس السابق إيمانًا منهم- كما يبدو- بعقلانية الطرح التي يتبناها أو خبرته الواسعة في دهاليز المجلس وسماكة شعرة معاوية التي يمتلكها.

تبيَّن لنا من وقائع الجلسة الاستثنائية بالأمس خلفيات الأعضاء الذين رشحوا أنفسهم لرئاسة المجلس ومدى قدرتهم على الطرح رغم أنَّ الثلاث دقائق بدت غير كافية للحكم، لكن بدا من استغلها جيداً كما بان كذلك أن نظام حصر الدقائق لم يكن دقيقاً ويُمكننا كذلك استخلاص حقيقة مفادها أنَّ من عمل بجد وتنبأ بمن سيفوز بمقاعد الشورى منذ عدة أشهر وعمل على ذلك هو من استطاع الفوز بالنتيجة الكاسحة ومن الجولة الأولى وهذا يُحسب للرئيس المخضرم وعمله المبكر للعودة إلى واجهة المشهد.

تواصلت خلال الأيام الماضية مع بعض أصحاب السعادة الأعضاء ومن عدة محافظات وكنت آمل في إجراء تغيير داخل مؤسسة الرئاسة ولم أخفِ هذه الرغبة التي يشاركني فيها البعض من أبناء عُمان وتبين لي حجم الجهد المبذول من قبل الرئيس الجديد القديم للظفر بالرئاسة، وعليه لم نُفاجأ بالنتيجة فكل القراءات تذهب لصالح الرجل الذي أقنع ممثلي الشعب أنه الأفضل لقيادة الدورة القادمة وربما التي تليها ولابد لنا هنا من تهنئته وأن نتمنى عليه تغيير نهج رئاسته في الدورتين السابقتين بحيث يعيد شيئاً من الثقة لهذه المؤسسة التي يعول عليها الكثيرون آمال وطموحات عريضة كآلاف الشباب الباحثين عن عمل، وغيرهم من الموظفين المعطلة ترقياتهم، وحماية مقدرات الوطن عبر الرقابة الصادقة والمخلصة على سلوك السلطة التنفيذية وكل تلك الاختصاصات تقع في صميم عمل المجلس.

من واقع الإحصائيات المنشورة فقد تراجع أداء المجلس في الدورتين السابقتين مقارنةً بالدورات التي سبقتها وتسبب ذلك في تراجع عدد الناخبين الذين ذهبوا إلى التصويت إلى 49% في هذه الدورة وهذا التراجع كان واضحاً من خلال استخدام الأدوات البرلمانية، وعلنية الجلسات، وتقييد المجلس نفسه إعلامياً بموافقة السلطة التنفيذية رغم أنَّ تلك إحدى قنوات الشفافية والمصداقية التي ينشدها المواطن فباتت الجلسات سرية وبعضها مسجل ونعتقد جازمين بأنَّ هذه التوجه سيستمر في الدورة الحالية ما لم يكن لدى الأعضاء الجدد كلام آخر.

بات من الواضح أن الأعضاء المعاد انتخابهم عرفوا الدرب المؤدي إلى مؤسسة الرئاسة مجدداً ومن لم يحالفه الحظ منهم سيلتحق برئاسة اللجان ومكتب المجلس لا محالة وبهذا تكون رئاسة المجلس عادت إلى قواعدها سالمة وكل عام وأنتم بخير.

 

نقطة نظام:

مهما تكن نتيجة انتخابات مجلس الشورى أو حتى نتائج اختيار مؤسسة رئاسة المجلس فإنَّ مساحة التفاؤل تظل قائمة ليقيننا بأنَّ جميع من يظلهم المجلس تحت قبته هم رجال مخلصون قادرون على تقديم مصلحة الوطن ورسم الخطى الثابتة لمُستقبل عُمان تحت القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه-.

alikafetan@gmail.com