تقدم كرة شرق آسيا وتراجع عربي

محمد العليان

هل سألنا أنفسنا عن سر تطور كرة القدم في شرق آسيا، خاصة الدول الجديدة مثل (ماليزيا، الهند، سنغافورة، كوريا الشمالية، إلخ، هل سألنا وعرفنا عن سر تطور هذه البلدان ومنتخباتها لكرة القدم؟، أم نحن تراجعنا للخلف خطوات رغم الإمكانيات الكبيرة خاصة لدول الخليج من والمواهب ومنشآت وغيرها واستقطاب أبرز المدربين العالميين، رغم هذا كله إلا أننا في خط تراجع كبير مع دول أقل إمكانيات منا مادياً وغيرها وفي كل الأشياء، لماذا نجحوا في تحقيق طفرة على مستوى التقدم ولا أقول النتائج رغم أن دول شرق آسيا بدأت تتفوق علينا في النتائج أيضاً وبدأت تحرجنا أيضًا وفي بعض الأحيان تتفوق علينا، وهذا يعطي مؤشرا على أنَّه خلال العشر سنوات القادمة سوف تتفوق هذه الدول علينا إذا لم نطور أنفسنا وكرتنا وأنظمتنا واحترافنا، وأيضاً سر التطورالرهيب لكل من دول اليابان وكوريا الجنوبية والتي أصبحت متجاوزة الدول العربية في القارة في النتائج والبطولات والتأهل إلى منافسات كأس العالم والفوز بكأس آسيا، حيث أصبحت هذه الدول لها بصمة ومقعد ثابت في التأهل إلى كأس العالم في كل تصفيات وسنوات البطولة ماركة مسجلة باسمها، بعد أن كانت هذه المنتخبات محطات في فترات سابقة لدول القارة خاصة لدول الخليج، كل هذا بسبب اعتمادهم في الأساس على المدرسة البرازيلية لأنها تتماشى مع بنية اللاعب الخليجي بشكل عام رغم ظهور مدارس حديثة في التدريب المدرسة الأوروبية خاصة شرق أوروبا لكن المدرسة الأوروبية غيرمستقرة في كل النواحي، فنجد أن المدربين أو المدرسة الأوروبية في بداية تسعينيات القرن الماضي فرضت وجودها على دول الخليج تحديداً، ونجحت معهم في عدة بطولات سواء بكأس آسيا أو كأس العالم أو البطولات الأولمبية والبطولات المختلفة خلال العقدين الأخيرين يضع علامة استفهام وتساؤلات كثيرة وكبيرة ومؤشر خطر في المستقبل على كرتنا العربية في القارة الآسيوية، يجب أن نضع تجربة اليابان وكوريا الجنوبية أمام أعين المسؤولين عن الرياضة العربية وخاصة الخليجية وأن نبحث عن أسباب تراجع الكرة في غرب القارة وأيضاً تحديث وتغيير التشريعات والقوانين السابقة والتي عفا عليها الزمن والتي لا تواكب التطور السريع والحديث الذي حدث في كرة القدم وأن تتغير الثقافة والعقليات وتستبدل بدماء شابة محترفة قادرة على عمل نقلة وقفزة كبيرة من كل النواحي وإعطائها فرصة لتثبت وجودها سواءً في الأندية أو الاتحادات أو حتى الجهة المختصة والمسؤولة عن الرياضة سواء في الوزارات أو الهيئات، لازال هناك أشخاص وعقول متواجدة تُدير الرياضة العربية من 3 عقود من الزمن فكيف نريد أن نتطور ونواكب طوفان وإعصار كرة القدم في شرق القارة. ولابد من إعادة تواجد وحضورالكرة العربية من جديد ونصل إلى العالمية التي نطمح في الوصول إليها من جديد.