تركيا ترى المقترح الألماني غير واقعي.. وأردوغان: سنخلي الحدود إن لم تفعل موسكو

روسيا تتهم القوات الأمريكية في سوريا بحماية مهربي النفط: "لصوصية عالمية برعاية دولة"

عواصم - رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن بلاده ستخلي منطقة الحدود مع شمال شرق سوريا من وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن لم تنفذ روسيا التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق ثنائي أبرم الأسبوع الماضي.

ويقضي الاتفاق الذي أبرمه أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تتكفل الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية بإبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لمسافة 30  كيلومترا من الحدود. وتعتبر أنقرة هذه الوحدات تنظيما إرهابيا.  وكرر أردوغان تهديدا سبق وأن وجهه من قبل "بفتح البوابات" أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا إن لم تدعم الدول الأوروبية خطط أنقرة لإقامة "منطقة آمنة" بشمال شرق سوريا يريد أن ينقل إليها اللاجئين المقيمين حاليا في تركيا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن تركيا لا ترى أن اقتراح ألمانيا لمنطقة دولية "آمنة" في شمال شرق سوريا واقعي.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، قال جاويش أوغلو إن تركيا لن تتهاون مع أي انتهاكات لحقوق الإنسان في شمال شرق سوريا وستحقق في أي مزاعم.

 

 

 

 

وعلى جانب آخر، وجهت وزارة الدفاع الروسية أمس انتقادات حادة للخطط الأمريكية بالإبقاء على الوجود العسكري الأمريكي في شرق سوريا وتعزيزه ووصفت الأمر بأنه "لصوصية عالمية برعاية دولة" بدافع هو حماية مهربي النفط وليس من منطلق مخاوف أمنية حقيقية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن واشنطن سترسل مركبات مدرعة وقوات للحقول النفطية السورية بهدف منع وقوعها في أيدي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.

وجاءت تصريحاته بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر ألف جندي أمريكي من شمال شرق سوريا مما أتاح الفرصة لتركيا لشن عملية توغل عسكرية عبر الحدود لاستهداف وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي كانت حليفة للولايات المتحدة في مواجهة الدولة الإسلامية.  وأثار قرار ترامب غضبا عارما في الكونجرس بما شمل شخصيات بارزة من حزبه الجمهوري اعتبرت أن الانسحاب خيانة للأكراد وخطوة من شأنها تقوية الدولة الإسلامية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن واشنطن لا تملك تفويضا بموجب القانون الدولي أو الأمريكي لزيادة وجودها العسكري في سوريا وإن خطتها ليست مدفوعة بمخاوف أمنية حقيقية في المنطقة. وأضافت الوزارة في البيان "ولذلك أفعال واشنطن الحالية، المتمثلة في الاستيلاء على حقول النفط في شرق سوريا والإبقاء على السيطرة العسكرية عليها، هي باختصار لصوصية عالمية برعاية دولة".  وتابع البيان قائلا إن القوات الأمريكية وشركات أمنية خاصة في شرق سوريا توفر الحماية لمهربي النفط الذين يجنون ما يربو على 30 مليون دولار شهريا.

وتصر روسيا منذ فترة طويلة على أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا غير قانوني. وساندت موسكو الرئيس السوري بشار الأسد وساعدته على ترجيح كفة الحرب الأهلية لصالحه.  واكتسب الموقف الروسي في سوريا قوة إضافية بعد الانسحاب الأمريكي من شمال شرق البلاد وتفاوضت موسكو قبل أيام على اتفاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمساعدة في إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية السورية مسافة 30 كيلومترا تقريبا عن الحدود السورية التركية.  وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية على صلة بالمتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا.

 

 

 

وفي سياق آخر، طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مكتب الادعاء العام في تركيا أن يقاضي مدير تحرير مجلة فرنسية، وكاتب بها، بتهمة إهانة الرئيس بعد أن وصفته المجلة بزعيم التطهير العرقي.

وكانت مجلة "لو بوان" الفرنسية قد نشرت في عددها هذا الأسبوع صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على غلافها الرئيسي وهو يؤدي التحية العسكرية مع كلمات: "التطهير العرقي، على طريقة أردوغان"، بالإضافة إلى سؤال: "هل سنتركه يذبح الأكراد؟"، بحسب وكالة رويترز للأنباء.

 

تعليق عبر الفيس بوك