روسيا وتركيا تبحثان إخراج القوات الكردية من كوباني ومنبج في محادثات سوتشي

خطة لنقل القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا لملاحقة "داعش" في العراق

أنقرة - رويترز

قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أمس إن تركيا وروسيا ستبحثان إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينتي منبج وكوباني في شمال سوريا وذلك أثناء محادثات في سوتشي هذا الأسبوع.

وعلى متن طائرة عسكرية أمريكية، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن من المتوقع انتقال كل القوات التي تنسحب من شمال سوريا والتي يبلغ عددها نحو ألف جندي إلى غرب العراق لمواصلة الحملة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية و"للمساعدة في الدفاع عن العراق".

وقال إسبر للصحفيين وهو في طريقه للشرق الأوسط إن "الانسحاب الأمريكي ماض على قدم وساق من شمال شرق سوريا.. إننا نتحدث عن أسابيع وليس أياما". وقال إن عملية الانسحاب تتم من خلال طائرات وقوافل برية.  وأضاف إن "الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق ".

وقال مسؤول أمريكي كبير إن الوضع ما زال غير مستقر وإن الخطط قد تتغير.  ومن المرجح أن يخضع أي قرار بإرسال قوات أمريكية إضافية إلى العراق لمراجعة دقيقة في بلد تحظى فيه إيران بنفوذ على نحو متزايد.

وقال المسؤول "هذه هي الخطة الحالية، الأمور يمكن أن تتغير بين الوقت الحالي وموعد استكمالنا الانسحاب ولكن هذه هي خطة التحرك الآن".

ولم يتضح ما إذا كانت القوات الأمريكية ستستخدم العراق قاعدة لشن هجمات برية في سوريا وشن هجمات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وعلقت تركيا هجومها العسكري في شمال شرق سوريا بعدما وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال محادثات مع مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي على وقف لإطلاق النار مدته 5 أيام للسماح لوحدات حماية الشعب بالانسحاب من "منطقة آمنة" تريد تركيا إقامتها قرب حدودها.

وتهدف الهدنة كذلك إلى تخفيف أزمة نتجت عن قرار الرئيس الأمريكي المفاجئ سحب جميع قواته البالغ قوامها ألف جندي من شمال سوريا في خطوة قوبلت بانتقادات في واشنطن وغيرها باعتبارها خيانة لحلفائه الأكراد الذين قاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية على مدى سنوات إلى جانب القوات الأمريكية.

لكن خطوة ترامب تعني كذلك أن مدى طموحات تركيا في المنطقة ستحدده على الأرجح روسيا وإيران، اللتان تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد وتتطلعان لسد الفراغ الذي خلفه سحب القوات الأمريكية.

ونشر الأسد بالفعل قواته في المنطقة التي كانت تحميها واشنطن من قبل بناء على دعوة من الأكراد. وقال أردوغان، الذي يدعم معارضين يقاتلون للإطاحة بالأسد، إن تركيا لا تمانع في انتشار القوات الحكومية السورية قرب الحدود.

وقال جاويش أوغلو في مقابلة مع القناة السابعة بالتلفزيون التركي أمس إن محادثات طارئة بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستجرى هذا الأسبوع.  وأضاف الوزير "سنبحث إخراج إرهابيي وحدات حماية الشعب من على حدودنا، خاصة في منبج وكوباني، مع الروس".

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، جماعة إرهابية بسبب صلتها بالمسلحين الأكراد في جنوبها الشرقي. وكانت الوحدات حليفا وثيقا لواشنطن في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.

وأبرمت قوات سوريا الديمقراطية ودمشق اتفاقا هذا الشهر للتصدي للهجوم التركي في شمال شرق سوريا مما دفع قوات الجيش السوري للانتشار في منبج وكوباني وهما مدينتان استراتيجيتان نظرا لموقعهما على الحدود السورية مع تركيا.

وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة بين أردوغان وبوتين في مجالي الدفاع والطاقة، فإن موسكو قالت إن الهجوم التركي في سوريا "غير مقبول" وينبغي أن يكون محدودا.

وقال أردوغان إنّه سيبحث أيضا مع بوتين انتشار الجيش السوري في شمال سوريا قائلا إن الاثنين يتعين عليهما إيجاد حل للمسألة. لكنه قال "سنواصل تنفيذ خططنا إذا لم يتم التوصل إلى حل".

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن مسؤولين روسا تحدثوا مع الأسد بشأن الحاجة إلى تخفيف التصعيد في شمال شرق سوريا.

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إنّ الاتفاق المفاجئ على تعليق الحملة العسكرية التركية في سوريا كان متوقفا على طلب من أردوغان بأن توافق واشنطن على حد زمني لأي وقف لإطلاق النار.

ويهدف الاتفاق إلى الحد من أزمة إنسانية دفعت 200 ألف مدني إلى النزوح، وتهدئة قلق أمني إزاء آلاف من أسرى تنظيم الدولة الإسلامية الذين تحرسهم وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

ورغم تماسك الهدنة الهشة في أول يومين، قالت وزارة الدفاع التركية أن جنديا تركيا قتل وأصيب آخر بجروح بعد هجوم شنته وحدات حماية الشعب بمضادات دبابات وأسلحة خفيفة على جنود في مهمة استطلاع في تل أبيض بشمال شرق سوريا.

وقالت إنّ القوات التركية تصدت للهجوم وإن وحدات حماية الشعب انتهكت الهدنة 20 مرة منذ بدايتها. وقالت الوزارة في بيان مفصل أصدرته مساء السبت إنّ قافلة من 39 مركبة دخلت وخرجت من مدينة رأس العين لإجلاء الجرحى.

واتهم الفصيل الكردي المسلح تركيا بانتهاك الهدنة بقصف مناطق مدنية في شمال شرق البلاد. ونفى مسؤول تركي بارز هذه الاتهامات وقال إنها محاولة لتخريب الهدنة.  لكن أردوغان حذر من أن تركيا "ستسحق رؤوس الإرهابيين" إذا انهار الاتفاق. وأصرت تركيا على أن من واجب واشنطن ضمان انسحاب وحدات حماية الشعب.

وأكد جاويش أوغلو هذا التحذير قائلا إنّ الهجوم سيستأنف إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بوعودها. وأضاف أن تركيا لا تريد رؤية "إرهابي واحد" في المنطقة الآمنة بحلول نهاية هدنة الأيام الخمسة. وقالت وزارة الدفاع التركية إنها تراقب انسحاب وحدات حماية الشعب وإنها على اتصال وثيق مع المسؤولين الأمريكيين لتوفير معلومات لوجيستية.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة