فرّقتنا التقاويـم

 

وفـاء الشوفي | سوريا

 

انتظرتكَ

في بلّورة الحلمِ

حتى أصبح القمر جناح

و اختفى في العتمة.

لم يَظهر الخيط

الذي أمسكَنا

ففقدنا الجاذبية

 

لم نُرِد هذا الوهم

لم نُصدّق الحبَّ

وقفنا على التخوم

و صُلبنا في الصمت.

 

ليسَ المنفى

ما نذهبُ إليه

بل ما نأتي منه

و بلى

نحنُ مرايانا.

و الجمرة الدائمة الحنين

إلى خشبها !

نحنُ رمادُ الغد.

 

تيجاننا

لم تنقذنا من الغرق

غرائزنا

زبدٌ على شطآن الدهر

و الريفُ الذي

خلقَ أصابعنا من الطين

يركضُ أمامنا

كطفلٍ طائش.

 

وجهكَ

يعبر الزمنَ مثلي

قلبكَ

بوصلةٌ .. لم تَهدني

لذلكَ .. بحثتُ عن الجهاتِ

خارج الجسد !

لذلكَ

طعنتني الروحُ

المقطوعةُ عن حبل السّرة.

 

مَن يُهمِل هذا السفر

و يُنقذ قدميه ؟

مَن يُبطِل وزنَ الضاد

بصوتِ القصب ؟

 

نحن .. الواحد في البراءة

نحن .. الكلّ في الخطيئة

أتينا معاً في اللّوح

و فرّقتنا التقاويم !

 

قسَمتنا البذرةُ

و قصَمتنا الشجرة

و لم نتماهَ

إلا بالفراق.

تعليق عبر الفيس بوك