عمانية المجد والعراقة

 

فاطمة الحارثي

17 أكتوبر من كل عام، يوم كلفنا ولي أمرنا أن نُبرز فيه ما أنجزناه خلال عام مضى ونلقي الضوء على سعينا وتطلعاتنا لعُمان لعام قادم، مؤكداً على أهمية أن تنشر المرأة العمانية الوعي الصحيح، لتوازن بين أدوارها المختلفة المهمة لنهضة وعمران عمان ومن عليها.  فالمرأة الابنة، الأخت، الزوجة، الأم لها دور فاعل في هرم الأسرة والعائلة والمجتمع العماني بأسره؛ والمرأة الطالبة، الموظفة، الناشطة لها فكرها ونظرتها في إرساء وإكمال أمور ضرورية وأساسية في استدامة النهضة، وساعدا مهما في مسيرة الاندماج مع الثقافات الإنسانية والعلاقات مع الدول الأخرى.  إذ على المرأة العمانية أن تبين للعالم أجمع دورها الجوهري لإيصال الفكر والثقافة والقيم العمانية وكذلك كيفية الحفاظ على تلكم المنجزات ونفعها للأمة.

الـ 17 من أكتوبر ليس يومًا للاحتفال فحسب بقدر ما هو يوم لشحذ الهمم بمراجعة حصاد سنوي لما قامت به نساء عمان لعمان، سواء من أعمال اجتماعية تطوعية أو خدمية في كافة القطاعات، فماذا قدمت وأعطيت للغالية عمان؟ هل اشتغلتِ لها؟ هل بذلت كل جهدك؟ هل استجبت لتكليف ولي الأمر في نشر الوعي...؟ّ هل تحصيلك هذا العام رفع راية عمان وعانق عنان السماء؟

"إننا ننادي المرأة العمانية لتقوم بدورها الحيوي في المجتمع ونحن على يقين تام بأنها سوف تلبي النداء" قابوس بن سعيد - سلطان عمان.

نعم، لبينا النداء مولانا لهذا العام: من جائزة بوكر، إلى إلهام العالم بصعود جبال الإيفيريست، إلى بطولة الخليج وغرب آسيا لرفع الأثقال، إلى اعتلاء المنابر الاقتصادية، إلى منصات الابتكارات العلمية المحلية والعالمية، إلى الإسهامات العسكرية، إلى خدمة المجتمع والتعليم، والطب، والهندسة، العمل الدبلوماسي، والبرلماني، والأعمال الخيرية والإنسانية، لبينا النداء بجد واجتهاد في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

"رأينا أن من حقها بعد هذه الحقبة من عمر النهضة العمانية الحديثة أن تشارك بفكرها وتُسهم برأيها في شؤون وطنها" قابوس بن سعيد سلطان عُمان.

 

أدركن من وحي كلمات ولي الأمر أن الكلمة أمانة ووجب عليهن أن يترجمن نداء ولي الأمر في نشر الوعي "وينشر الوعي الصحيح لدورها ومكانتها" ويشاركن بفكرهن ورأيهن في شؤون الوطن؛ فانخرط بعض العمانيات في سلك الصحافة والإعلام، التي ليست فقط السلطة الرابعة كما يُشاع بل لبنة من لبنات البناء وذراع الحقيقة من أجل إيصال المعرفة وشؤون الحياة بشفافية لترسيخ موازين العيش في أمن وعدالة، هي حد يسيطر على صراع الحضارات لينقل الصراع إلى حوار للحضارات ويُعطي مكانا ومجالا لإدراك آيديولوجية التعايش بين الناس. رسالة الحق والإدراك، مضمار ليس بالهين ولا يستطيع الكثيرون خوض أعباءه، الصحافة والإعلام، الكلمة والخبر الذي يجسد بريشة وصوت نبض حياة الناس عن إنسانيتهم أو همجية البعض أو وحشية البعض الآخر، الجمال والحرب، الفرح والألم. قد تكون رسالة مؤلمة أحيانا ومستبشرة أحيانا أخرى أوصلتها إلينا لميس الطائي في زمن لن يُنسى ومنى محفوظ وعائشة الغابشية في ذاكرة تاريخ عُمان خضبن نضالهن، أسماء توالت وخلقت للمرأة العمانية وجودا ومكانا في مجال الصحافة والإعلام لتبرز أسماء شابة خليفة لها مثل فايزة الكلبانية ومدرين المكتومية وإيمان الصافي الحريبي وحمدة البلوشي وأمل الجهورية وجيهان اللمكي في التليفزيون وبثينة البلوشي وغيرهن.  لقد فُتح الأفق لهن، ومع هذا ولطموح لا ينتهي وحلم لا يواريه حدود مازلنا نرغب بالمزيد في هذا المجال، فالصحفيّة العمانية مازالت في طور نموها وطريقها إلى العالمية يحتاج إلى تمكين ودعم فلقد أثبتت قدرتها في إبراز وإيصال الخبر من حيث التحليل والتغطية والإخراج وقولبت ومزج الأحداث للآخرين بالإضافة إلى جُرأتها في الصياغة مع تقنية دمج خبرتها عبر توصياتها في كافة الشؤون سواء الاقتصادية أو السياسية أو الإنسانية. مجيدات بذلن الكثير للصحافة العمانية ويبقى الحلم كبيرا والتطلعات في نماء لنيل التكريم والجوائز الدولية لحرية الصحافة والقلم والإعلام أمام الحضور العربي والعالمي ورفع اسم عمان شامخا. مهنة الصعاب لكن الصحفية والإعلامية العمانية استطاعت أن تنقش اسمها بكل اعتزاز نفخر به في هذا المجال الجلِد، وبحنكتها استجابت لولي الأمر فكل عام وأنت أم وأخت وزوجة وصحفية وإعلامية رائعة مبدعة.

 

رسالة

لعُمان عشق المنتهى، وإن عدت للحياة ألف ألف حياة ستبقى هي الاختيار. في نسيمها راحة وترابها عراقة وجبالها شُموخ وعزة.  سنبذل لك أكثر مما يُحتفى بنا، سنسقي أرضك وسماءك وبحرك المجد والعراقة والعزة والسؤدد، لك كل البذل والعطاء والولاء. كل عام وأنتن بينها في عز وفخر ونجاح.