روسيا تنفي "الضوء الأخضر".. وفرنسا تحذر من عودة "داعش".. وبلغاريا تخشى موجات اللاجئين

الجيش السوري يسيطر على منطقة حول منبج.. ومجلس الأمن يعقد جلسة مغلقة

 

عواصم ­­– رويترز

ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أنَّ القوات السورية سيطرت على منطقة مساحتها تزيد على ألف كيلومتر مربع حول مدينة منبج. ونقلت الوكالة عن الوزارة القول إن القوات الحكومية السورية سيطرت على قاعدة الطبقة الجوية ومحطتين للطاقة الكهرومائية وعدة جسور على نهر الفرات.

وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا اليوم الأربعاء على الأرجح لبحث آخر التطورات في سوريا وأضافوا أن الدول الأوروبية الخمس بالمجلس، بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا، طلبت عقد جلسة مغلقة. وسيكون ذلك ثاني اجتماع لمجلس الأمن منذ أن بدأت تركيا هجوماً عسكرياً عبر حدودها الجنوبية مع سوريا وبعد أيام من سحب الولايات المتحدة قواتها من المنطقة.

 

 

وقال إدوار فيليب رئيس الوزراء الفرنسي أمس إن القرارات التي اتخذتها تركيا والولايات المتحدة في سوريا ستكون لها عواقب وخيمة على المنطقة وإن إجراءاتهما ستؤدي لا محالة إلى عودة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

ورداً على أسئلة البرلمان، قال فيليب "العودة الحتمية للدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا وربما أيضا في شمال غرب العراق تدمير لأمننا".  واتهم فيليب واشنطن بالسماح بالهجوم التركي ودعمه بسبب قرارها سحب ألف جندي أمريكي بصورة أحادية من سوريا.

وقالت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه اتفق مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج على ضرورة إنهاء العملية التركية في شمال سوريا.

وأضافت المتحدثة في بيان بعد لقاء المسؤولين في لندن"رئيس الوزراء والأمين العام عبرا عن قلقهما البالغ إزاء الوضع في شمال سوريا".  وقالت "أكد الزعيمان قيمة تركيا كشريك في حلف شمال الأطلسي ويدركان الدور الذي تلعبه في دعم اللاجئين جراء الصراع السوري... لكن يشددان على ضرورة إنهاء العملية التركية في سوريا".

وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن قواته غادرت مدينة منبج بشمال سوريا أمس، بعد أن ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن وحدات من الجيش السوري دخلت المدينة. وقال المتحدث العسكري الكولونيل ميليس بي. كاجينز على تويتر إن القوات الأمريكية "تنفذ انسحابا مخططا له من شمال شرق سوريا. نحن خارج منبج".

وعلى جانب آخر، نقلت وكالات أنباء روسية عن ألكسندر لافرينتييف مبعوث الكرملين إلى سوريا أمس وصفه للهجوم التركي في شمال شرق سوريا بأنه "غير مقبول"، نافياً أن تكون العملية التركية قد حصلت على الضوء الأخضر من موسكو مسبقا.

وكان لافرينتييف يتحدث إلى الصحفيين أثناء زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الرسمية لأبوظبي. وجاءت تصريحاته بعد أن تجاهلت تركيا العقوبات الأمريكية الجديدة عليها، وواصلت هجومها على شمال سوريا، في حين دخلت وحدات من الجيش السوري المدعوم من روسيا واحدة من أكثر المدن المتنازع عليها بشدة في سوريا لتملأ فراغا أحدثه انسحاب القوات الأمريكية المفاجئ من المنطقة.

وبسؤاله عما إذا كان قد جرى إبرام اتفاق مسبق بين روسيا وتركيا بشأن العملية العسكرية في شمال سوريا، نقلت الوكالات عن لافرينتييف قوله "لا. لطالما دعونا تركيا لضبط النفس واعتبرنا أي نوع من العمل العسكري على الأراضي السورية أمرا غير مقبول".

وتأتي تصريحات المبعوث الروسي، التي قد تشير إلى تصاعد التوتر بين تركيا وروسيا، بعد يوم من شكوى روسيا بأن التوغل التركي ليس متوافقا ”تماما“ مع وحدة الأراضي السورية.

وقال لافرينتييف "يجب ضمان أمن الحدود التركية السورية بنشر القوات الحكومية السورية على امتدادها بالكامل". وأضاف "لهذا السبب، فإننا لم نتحدث مطلقا لصالح فكرة (نشر) الوحدات التركية (هناك) أو دعما لها، ناهيكم عن المعارضة السورية المسلحة".  

وقال مبعوث الكرملين إن تصرفات تركيا تهدد بإثارة الحساسيات الدينية الدقيقة في شمال سوريا. وأضاف أن هذه المنطقة على وجه الخصوص يعيش فيها أكراد وعرب وسنة وأن هؤلاء لن يقبلوا بسهولة بتوطين آخرين لم يعيشوا فيها من قبل، في إشارة إلى خطة تركيا لإعادة توطين لاجئين سوريين من مناطق مختلفة هناك.

وأكد لافرينتييف أن روسيا توسطت في اتفاق بين الحكومة السورية والقوى الكردية مما سمح بدخول القوات السورية منطقة يسيطر عليها الأكراد. وأضاف المبعوث أن المحادثات بين الأكراد ودمشق جرت في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا وأماكن أخرى.

ومن جانبها، طالبت بلغاريا جارتها تركيا أمس بوقف هجومها العسكري في شمال شرق سوريا قائلة إن العنف قد يؤدي لزيادة أعداد المهاجرين الذين يعبرون الحدود ويزيد مخاطر حدوث أزمة إنسانية.

وقال رئيس الوزراء بويكو بوريسوف للصحفيين بعد اجتماع المجلس الاستشاري البلغاري للأمن بشأن الوضع في سوريا "نصر على ضرورة وقف العمليات العسكرية، الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل هذا الصراع، ونؤكد على ضرورة وقف العملية العسكرية وعلى أن خطر حدوث أزمة إنسانية كبير للغاية. إذا حدثت أزمة إنسانية فهذا يعني زيادة موجات اللاجئين".

وتشترك بلغاريا، العضو في الاتحاد الأوروبي، في حدود برية مع تركيا تتجاوز 300 كيلومتر، وقال بوريسوف إن بلاده لا تواجه في الوقت الراهن أي ضغوط من المهاجرين طالبي اللجوء.

وقد هددت تركيا، التي تؤوي 3.6 مليون لاجئ سوري، "بفتح البوابات" والسماح للاجئين بالذهاب إلى أوروبا إذا عارض الاتحاد الأوروبي تحركات أنقرة في شمال سوريا.

وقال بوريسوف "أرغب في احترام الاتفاق مع تركيا... إذا دخل 50 أو 100 أو 200 ألف مهاجر إلى بلغاريا لا أعلم ما الذي سيحدث في البلاد... وفي الوقت الذي تلتزم فيه تركيا بالاتفاق مع بلغاريا بنسبة 100 بالمئة فإنني ملتزم بتشجيع هذا الموقف".

تعليق عبر الفيس بوك