"جارديان": أمريكا تعطي الضوء الأخضر لتركيا للتوغل في سوريا

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قالت صحيفة جارديان البريطانية إن البيت الأبيض أعطى الضوء الأخضر لهجوم تركي على شمال سوريا، بعدما أعلنت الولايات المتحدة نقل القوات الأمريكية إلى خارج المنطقة في تغيير مفاجئ بالسياسة الخارجية، وتشير هذه الخطوة إلى تخلي واشنطن عن حلفائها الأكراد.

وقال البيت الأبيض إن القوات الكردية قادت الحملة ضد تنظيم داعش في شمال سوريا، لكن تغير كل شيء فجأة، بعد محادثة هاتفية بين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان يوم الأحد.

وترى الجارديان أن ما حدث جزء من سلسلة التحركات الخاطئة التي يقوم بها ترامب في السياسة الخارجية، والتي يبدو أنها اتخذت دون استشارة أو معرفة الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يتعاملون مع الملف السوري.

وقال روبن غاليغو أحد المحاربين القدامى في حرب العراق وعضو الكونجرس الديمقراطي عن ولاية أريزونا، على تويتر: "السماح لتركيا بالانتقال إلى شمال سوريا هو أحد أكثر الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. لن يثق الأكراد بأمريكا مرة أخرى. وسوف يبحثون عن تحالفات جديدة أو الاستقلال لحماية أنفسهم".

وفي أغسطس الماضي، توصلت الولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق لإنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا، والتي ستنسحب بموجبها قوات سوريا الديمقراطية والمدعومة من الولايات المتحدة من الحدود. وترى أنقرة أن قوات سوريا الديمقراطية لا يمكن تمييزها عن المتمردين الأكراد داخل تركيا وتعتبرها تهديدًا أمنيًا خطيرًا.

وفي بيان البيت الأبيض الذي صدر قبل الساعة 11 مساء يوم الأحد، لم يتم ذكر ذلك الاتفاق.

وقال البيان المفاجئ "تحدث الرئيس دونالد ترامب مع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان عبر الهاتف. وستتحرك تركيا قريبًا إلى الأمام من خلال عمليتها الطويلة المخطط لها في شمال سوريا. ولن تدعم القوات المسلحة للولايات المتحدة العملية أو تشارك فيها، ولن تتواجد قوات الولايات المتحدة، بعد أن هزمت "الخلافة" الإقليمية لداعش، في المنطقة المحيطة".

وأشار البيان إلى أنه مقابل موافقة الولايات المتحدة على الهجوم التركي، أكد أردوغان لترامب أن تركيا ستتولى احتجاز مقاتلي داعش الذين أسرتهم قوات الدفاع الذاتي في ساحة المعركة؛ إذ لطالما كانت حراسة الأوروبيين وغيرهم من المقاتلين الأجانب أحد شواغل ترامب، وانتقدت الحكومات الأوروبية لعدم تحملها مسؤولية رعاياها في صفوف داعش.

وتضمن البيان: "ضغطت الحكومة الأمريكية على فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، جاء منها العديد من مقاتلي داعش الذين تم أسرِهم، من أجل استعادتهم، لكنهم لم يريدوهم ورفضوا ذلك". وأضاف البيان "لن تحتجزهم الولايات المتحدة لما قد يكون سنوات عديدة وتكاليف باهظة لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة. ستكون تركيا الآن مسؤولة عن جميع مقاتلي داعش في المنطقة التي تم الاستيلاء عليها خلال العامين الماضيين في أعقاب هزيمة التنظيم".

وحذر خبراء الشأن السوري من أن تخلي الولايات المتحدة عن قوات سوريا الديموقراطية سيؤدي إلى فتح جبهة جديدة أخرى في الصراع السوري المستمر منذ 8 سنوات، وقد يدفع الأكراد إلى البحث عن ترتيب تعاوني مع نظام الأسد في دمشق. ومن المتوقع أن يزور رجب طيب أردوغان البيت الأبيض الشهر المقبل.

تعليق عبر الفيس بوك