فرق المراحل السنية.. بين الإهمال والتراجع

 

محمد العليان

لا يختلف اثنان على أن فرق المراحل السنية لكرة القدم هي الشريان الذي يمد الكرة العمانية بالمواهب، التي تُغذي الفريق الأول للمنتخب، وظلت فرق المراحل السنية تظهر وتحقق إنجازات، وفرضت نفسها في البطولات الخليجية والآسيوية والعالمية، كالمنتخبات والأندية، خاصة أثناء حقبة التسعينيات وحتى بداية الألفية؛ حيث توجت فرق ظفار وفنجاء والخابورة وغيرها من الأندية ببطولة مجلس التعاون للناشئين عدة مرات، إضافة للمنتخبات أيضا في نفس البطولة وفي كأس آسيا، وتأهلت لكأس العالم.

إذن، ومن هذا المنطلق والنتائج، نجد أن المنتخبات والأندية فرضت نفسها في كل البطولات، وبأقل الإمكانيات المتوفرة، إلا أنَّ الحسم بين تلك الحقبة والفترة الحالية كانت وجود وظهور مواهب كروية بالفطرة، لديها إمكانيات عالمية كبيرة من المهارات والمراوغة والتسديد، وفطرة التهديف، وظهرت نجوم ومواهب كبيرة حقَّقت إنجازات على المستوى الشخصي في كل البطولات، ولكن للأسف لم تُستغل هذه المواهب أثناء تلك الحقبة لا من الناحية الفنية ولا من الناحية التسويقية والاحترافية، وأهمل البعض منها واعتزل الكرة، أو انتهى مشواره في عز العطاء والشباب، والبعض الآخر اختفى من الساحة الرياضية، لا نُريد أن نبكي على اللبن المسكوب الآن، ولكن نريد عودة هذه الفرق والمنتخبات والمواهب للساحة من جديد سواءً عن طريق الأندية في المقام الأول أو المنتخبات الوطنية "ما نراه حاليا لهذه الفئات السنية للأسف على أن هناك ثمة خللا في الرؤية التي تقود عملية بناء فرق المراحل السنية في أغلبية أنديتنا، وبشكل بات ينعكس سلبيا على النتائج والأداء والتطوير والبناء في بطولات وأجندة الموسم الرياضي"، وهذا الخلل يأتي رغم المطالبات والكتابات الدائمة والدعوات المتكررة للجهات المختصة؛ سواء للوزارة المعنية واتحاد الكرة والأندية، بضرورة إبداء الاهتمام والتركيز بهذه الفرق؛ كونها تشكل عناوين وطريقَ مستقبل الكرة العمانية، ومصدر ومنجم ثراء مواهبها.

للأسف لا يُوجد عمل مهني وتنظيمي وخطط ورؤية واضحة في الأندية بالذات لهذه المراحل السنية من اللاعبين الذين بعد كل موسم رياضي، يختفون أو يموتون رياضيًّا؛ لأنَّ هذا الجيل أغلبيتهم ليس عنده الطموح والحماس والرغبة في اللعب والظهور والانتظام، وهذه جزئية يتحملها لاعب اليوم أيضا، واللاعبون جزء من المنظومة الكروية. وهنا، نتساءل عن الأكاديميات والمدارس الكروية في السلطنة: أين إنتاجها من المواهب مع العلم أنَّ المدارس بعضها أغلقت في المحافظات والولايات والأندية؟ وهذا من الأسباب الرئيسية لاختفاء المواهب وظهور جيل جديد، وإزاء هذا التوجه نقول: إن تباين اهتمام إدارات الأندية بقضية الفئات السنية قد انعكس سلبيا على عملية تشكيل المنتخبات الوطنية، وتدخل في انخفاض الخط البياني لنتائجها في السنوات الماضية أو بالتحديد في العقد الماضي، الذي أصبح يفرض تدخُّلا مطلوبًا من الأندية واتحاد الكرة من خلال التركيزعلى وجود "الكم والنوع" في هذه الفرق؛ ضمانا لتحقيق القدر المطلوب من النتائج ولو بعد حين.

وللحديث بقية...،