الرؤية تحاور الشاعر العراقي علي العكيدي

 

 

حاوره: ناصر أبو عون

 

  • الشعر العراقي ينهل من منبع الحزن الأول.
  • الشعر في الدكتاتورية يتلمَّس المناطق ذات الظلال والعتمة.
  • الفضاء الأزرق يكاد يكون المتنفس الوحيد لبعض المبدعين.
  • الشعر تأثر من توابع الإرهاب الأسود.

***

س (1)  شهدت جغرافية العالم هجرة كبرى للشعراء العراقيين زرعوا القصيدة في بيئات جديدة.. ما أهم الفوارق النوعية بين القصيدة العراقية في المنفى والغربة، وقصيدة الداخل وهل ثمة انحياز لقدر الجغرافيا والتغيرات الجيوسياسية على الإبداع الشعري؟

ج: الاحتلال الأمريكي للعراق طرح واقعا جديدا.. رسم خارطة للأدب بصورة عامة والشعر بصورة خاصة.. و جاءت مرحلة داعش الإرهابي لتزيد  من قتامة الواقع المرسوم.. توزع الهم على سطور المدن وقوائم بأسماء مستعارة على واقع البلدان.. لكن بعيدا عن اللغة يبقى الشعر العراقي واحدا، ومتفردًّا وهو ينهل من منبع الحزن الأول..  في الداخل كانت التأثيرات مباشرة ذات تماس حُرّ لا يحيد عن عراقية  الإحساس.. وفي المنفى كان لا بد أن يقتبس الشعر من بيئة  البلد المحتضن مع انحياز واضح  للبيئة الأم.

***

 

س (2)  السؤال السابق يقودنا إلى منطقة جديدة من الحوار .. في "معرض بغداد الدولي للكتاب" الذي انتهى قبل أيام، وفي ندوة كانت ختام الأمسيات الثقافية سؤال طرح الناقد والأكاديمي مالك المطلبي سؤال: هل يمكن القول إن الشعر في الديمقراطيات أفضل منه حالاً في الديكتاتوريات؟

ج: الشعر في الدكتاتورية يتلمَّس المناطق ذات الظلال والعتمة كي يبتعد عن ملاحقة الجلادين وأداوتهم.. وفي الديمقراطية يظهر للعلن.. وهنا تبرز التخمة في الإبداع.. حيث تسقط المفردات  في فخ التراخي.. عوضا عن اختفاء  الحافز الناري المؤجج للكتابة.

***

 

س (3)  يُطلُّ على القراء الشاعر علي العكيدي يوميا عبر الفضاء الأزرق بنصوص شعرية طازجة يتلقفها جمهور صفحتك ويحتفي بها.. هل تتفق مع رؤية الشاعر محمد مظلوم في قوله: إن مواقع التواصل الاجتماعي جعلت من الشعر على قدر غير مسبوق من الإسفاف، «لا في مستواه فحسب، إنما في طريقة عرضه؟

ج: أتفق في جانب، وأخالف في جانب آخر.. الفضاء الأزرق ووسائل التواصل الاجتماعي بوجه عام تكاد يكون المتنفس الوحيد لبعض المبدعين..  والجانب الآخر يتحمله جمهور الشعر.. أن لا يجاملوا دعاة الشعر ويهاجمهم بشدة كي يسحبوا خزعبلاتهم من الصفحات.. ولا يصح إلا الصحيح.

***

 

س (4)  يتساءل بعض النقاد: كيف نقرأ ظاهرة الأجيال/ الجماعات الشعرية وسط التغايرات العاصفة؟ هل كانت هذه الظاهرة مبررة في سياق التوصيف الإجرائي والنقدي للتحولات الشعرية؟

ج: سابقا كان لكل شاعر وكاتب تلامذة ومقلدون.. ينهلون من هذه المدرسة ويؤسسون لها فتبرز ظاهرة الأجيال الشعرية.. وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الأمر خارجا عن المألوف.. فترى هناك أساليبَ على نطاق ضيق في كل تجربة.. فتكونت ما نسميه صفوف مستقلة تصدر عن هذه الأساليب يتبعها أيضا على نطاق ضيق بعض المتلقين.. الظاهرة سابقا كانت مبررة ولها وبها ما يجعل استمرارها واردا.. والآن لا مجال لها في المشهد الثقافي.

***

 

س (5)  تتساءل الكاتبة منال الشيخ: ما الذي تغيّر في الشعر العراقي بعد داعش؟ وهل فعلاً نحن ما بعد داعش أم ما زلنا ندور في دائرتهِ الُمفرغة؟ كلما ظننا أننا خرجنا منهُ دخلنا في دائرة أكبر.

ج: داعش  غيَّر الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية قبل الثقافية والشعر تأثر كثيرا  من توابع الإرهاب الأسود.. الأرواح التي أُزهقت ظلما وبهتانا، والظلام الذي ساد الفترة والدمار الشامل واقعا وافتراضا.. كان لا بد أن يترك بصمات ثقيلة..

***

 

س (6)  مَنْ هو الشاعر علي العكيدي؟ وما أهم الخطوط العريضة لسيرته الشعرية؟ وما جديده؟

ج: علي العكيدي من بغداد. ضابط سابق في الجيش العراقي.. حاول مع الشعر في سن مبكرة وما زال يحاول وإن شاء الله يصل يوما.. أقام أمسيات ومهرجانات شعر في شعراء الرافدبن.. والجديد الآن إن شاء الله التحضير (بعد أن اقتنعت بكلام جمهوري الحبيب) لطباعة أول مجموعة شعرية تضم ما كتبت في محاولاتي.

***

 

س (7)  يلاحظ أن لك بصمة معروفة ومستقلة...كيف عملت على هذا؟

ج: كنت وما زلت أعمل على الابتعاد عن كل ما قرأته وحفظته.. لأني لا أحب التقليد ونجحت والحمد لله  إلى حد كبير

***

 

(8) كلمة أخيرة ؟؟

شكرا للأحبة  في جريدة الرؤية على اهتمامهم.. وألف قبلة محبة لكل العاملين فيها.

تعليق عبر الفيس بوك