اختلافنا لا يعني خلافنا!

 

 

سعيد بن عبدالكريم البلوشي

 

في خضم السباق المحمود لانتخابات عضوية مجلس الشورى للفترة التاسعة المقبلة واحتدام المنافسة بين المترشحين من خلال حملاتهم الانتخابية الحالية، من الأهمية بمكان أن يعي المترشح والمرشح وحتى من قرر عدم المشاركة مسائل مهمة جدًا وضرورية وألخصها في الآتي:

اختلافنا لا يعني خلافنا!

ممارسة الترشيح كحق فردي للمواطن يمارس من خلاله المواطنة الإيجابية إن صح التعبير تجاوزت المسائل الفردية أو المصالح الشخصية (المفروض) والمسألة تتمحور حول وطن وحول مجتمع وحول حيثيات لا تتواجد في كل أحد أو أي أحد، وتطبيق ثقافة (لست لها يا أبا ذر) بات مُلحاًّ وحتميًا في تفعيل الوعي الفردي والمجتمعي حول نقطة جوهرية ومهمة ألا وهي (كل مسير لما خلق له وكل ميسر لما خلق له) ، وعليه عندما تطرح آراء مخالفة هنا وهناك فهي تكاملية وتثري التنوع في الفكر للوصول إلى اختيار الأفضل والأمثل ولا تعني خلافنا أو زعلنا من الإخوة أو الأحبة بل الأهل والأقارب ممن ترشحوا أو من يساندهم في حملاتهم الانتخابية، وضرورة البعد عن الشخصنة في هكذا تعاطٍ وتبادل آراء مهم جداً لبناء مجتمعات راقية تتسم بالرقي والحضارة والنمو الفكري المستدام.

الالتباس سيد الموقف!

لازال الكثيرون يعيشون التباساً واضحاً بين عمل عضو المجلس البلدي وعضو مجلس الشورى، وهذا التشويش وهذه الضبابية في الطرح تؤثر وبشكل سلبي وقوي في قرار ترشيح من يستطيع العمل كعضو مجلس شورى لاحقًا تحت قبة مجلس الشورى لمناقشة قضايا وطنية استراتيجية وعلى مستوى تشريعي رقابي، فأعمال عضو مجلس الشورى مختلفة بشكل كبير عن أعمال عضو المجلس البلدي في ولايته، تواجد البعض وبشكل فعال في المجالس البلدية في الولايات والقيام بأنشطة مجتمعية فاعلة وظاهرة لا يعني بالضرورة جهوزيته لكي يعمل لاحقًا كعضو مجلس شورى فالعمل تحت القبة البرلمانية ممثلة في مجلس الشورى العماني له أدوات برلمانية معروفة وحضور وأساليب نقاش مع الحكومة والسلطات التشريعية والرقابية تحتم وجود خصال وملكات وصفات في عضو مجلس الشورى كممثل للمجتمع منها على سبيل المثال لا الحصر، خبرة تراكمية ميدانية في معترك الحياة في فنون الإدارة والقيادة والعمل في فرق تنفيذ ومتابعة لأعمال وأنشطة كثيرة، عمق معرفي يترجمه شهادات علمية وفكر وقاد ونشاط ثقافي واضح، كاريزما شخصية وحضور ملفت لإدارة أي نقاش من خلال أدوات تواصل فعال يستطيع من خلالها إيصال ما لديه من أطروحات في المجلس أو حتى لمواطني ولايته التي يمثلها لاحقًا، سمعة طيبة وخلق راقٍ ورزانة عقل وفقه حديث يعكس شخصية متزنة يستطيع الجميع الوثوق بها.

صوتك أمانة!

صوت الناخب هو الفيصل وهو سيد الموقف في إيصال الشخص المناسب للمكان المناسب وسيُحاسب عليه يوم القيامة أمام الله عز وجل، وهذه الأمانة من خلال صوتك وترشيحك ستساهم بشكل حقيقي وفاعل في تشكيل مجلس الشورى لاحقًا ونوعية الأعضاء فيه، وهذه النتيجة لاحقا ماهي إلا إفرازات للمجتمع ومدى نضج فكر هذا المجتمع ومدى جهوزيته للقادم من الأيام، وضروري جداً أن يعي الكل مسألة في غاية الأهمية ألا وهي زيادة الصلاحيات لمجلس الشورى تتماشى بشكل متوازٍ مع مراحل النضج الفكري للمجتمع وإفرازاته ونوعية ممثليه في المجلس من الأعضاء، وعليه فعلاً صوتك أمانة وأمانة كبيرة جداً لبناء مستقبل جميل لعُمان الغالية.

وفي آخر مقالي أتمنى لكل من ترشح ودخل سباق الانتخابات لنيل عضوية مجلس الشورى التوفيق والفلاح والنجاح بإذن الله تعالى.

تعليق عبر الفيس بوك