227 ورقة بحثية تسلط الضوء على التحديات وتقترح الحلول المناسبة للمجتمعات

"المؤتمر الدولي العربي" يبحث في مسقط الخطة المستقبلية لتجويد حماية الأطفال من مخاطر سوء المعاملة

...
...
...
...
...
...
...

 

◄ منى بنت فهد: التوجيهات السامية تشدد على العناية بالأطفال وغرس القيم الرفيعة في نفوسهم

 

الرؤية - محمد قنات

تصوير/ راشد الكندي

أكَّدتْ صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي العربي السادس للوقاية من سوء معاملة الأطفال والإهمال "إسبكان عُمان 2019"، أنَّ السلطنة سعت لترجمة التزامها الدولي بتعزيز حقوق وحماية الطفل؛ من خلال وضعها على رأس الأولويات في السياسات والمبادرات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما ينسجم مع رؤية عمان 2040 والخطة الخمسية التاسعة.

وانطلقتْ، أمس، أعمال المؤتمر تحت رعاية صاحب السمو السيد حارب بن ثويني بن شهاب آل سعيد مساعد أمين عام مجلس الوزراء للمؤتمرات.

وفي كلمة لها خلال المؤتمر، قالت صاحبة السمو: نستذكر النطق السامي لمولانا جلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله- عندما قال في مجلس عمان "إننا نؤكد على ضرورة أنْ تغرس السجايا الحميدة والقيم الرفيعة في نفوس النشء منذ نعومة أظفارهم، في البيت والمدرسة والمسجد والنادي وغيرها من محاضن التربية والتثقيف لتكون لهم سياجاً يحميهم". وأضافت نستشرف من نطق جلالته السامي مسؤولية متعددة الجوانب للعناية بأطفالنا وحمايتهم، وهو أمر يشمل الكثير من الجوانب، وتتداخل في تحمل مسؤوليته قطاعات مختلفة، وأشعر بالفخر أننا نترجم هذا الجانب المهم باستضافة المؤتمر العربي الدولي السادس للوقاية من سوء معاملة الطفل والإهمال، تحت شعار "نحو مستقبل أفضل للطفل". وتابعت أنَّ أبرز ما يركز عليه شعار هذا المؤتمر أن مستقبل الأطفال يبدأ بتخطيط دقيق وبتكاتف واع من الجميع، وإنَّ الجهود التي بذلتها مختلف الجهات والمؤسسات في السلطنة لكل ما يُعنى بحماية الأطفال ليست سوى ترجمة لتوجهات حضرة صاحب الجلالة في تحسين أسباب الحياة التي يتمتع بها الأطفال والحرص على أمنهم وأمانهم.

وأشارتْ صاحبة السمو إلى أنَّ مثل هذه المؤتمرات الدولية التي يشارك فيها كوكبة من المختصين من مختلف الأقطار لخدمة هدف نبيل، تفتح أبواباً جديدةً لمناقشة القضايا بزوايا ورؤى مختلفة لتصل الفائدة إلى أكبر قدر ولربط جميع المهتمين بأحدث الحلول في المجالات المختلفة ، ومتطلعة لأن تكون الأوراق البحثية الـ227 التي سيتم عرضها مثرية، ويسعى الجميع من خلالها إلى تجسيد المفاهيم النظرية وتحويلها إلى أفعال وممارسات، وإن حلول التحديات لا يمكن أن تكون ناجحة إلا إذا أتت من فهم متعمق للواقع. ولفتت إلى أنَّ هذا المؤتمر يأتي متزامنا مع الاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها السلطنة في 1996.

وأوضحتْ مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، أنَّ القائمين على المؤتمر حرصوا على إشراك جميع القطاعات تحت سقف واحد لتبادل الخبرات والنظر إلى ما تم تحقيقه، كما أنَّ المؤتمر يسعى لتحديد الخطة المستقبلية لتجويد حماية الأطفال من مخاطر سوء المعاملة، مع التركيز على المحاور الخمسة الرئيسية؛ وهي: التنمُّر، والتواصل الاجتماعي والإنترنت والأطفال، والاعتداء والاستغلال بشتى مظاهره، والإهمال وما ينتج عنه من حوادث خطيرة، وأخيرا السلوكيات الصعبة لدى الأطفال وطرق التعامل معها.

وزادتْ سموها بأنَّ المؤتمر يهدف إلى أن يكون منصة عالمية للبحث العلمي، وعرض أفضل الممارسات، والابتكار في مجال تعزيز حماية الطفل من سوء المعاملة والاهمال، مشيرة إلى أن المنظمين حرصوا على إشراك كافة القطاعات ذات العلاقة؛ حيث تم تنظيم ورش خاصة لأولياء الأمور، وكذلك إشراك الشباب في مبادرة منتدى الشباب، وتقديم الأطفال مبادرة رائعة تمثلت فيما أطلق عليه "سفراء الحماية".

 

حق أساسي

من جانبها، أكدت سعادة الدكتورة نجاة معلا مجيد الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الطفال، أنَّ حماية الأطفال حقٌّ أساسي لهم، وعلى جميع المسؤولين والمشاركين في المؤتمر تحقيق رؤية 2030، وهو التخلص من جميع أنواع العنف في العالم.

وأكَّدتْ الدكتورة منى الخواري رئيسة جمعية المهنيين العرب لحماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال -في كلمتها- أن إقامة هذا المؤتمر يجسد على أرض الواقع ما يجمع الجميع من شعور بالمسؤولية وإدراك للتحديات التي تواجه تنشئة وإعداد وحماية ورعاية الطفولة في الوطن العربي، وتطبيق مبادئ ومعايير حماية حقوق الطفل التي أوصى بها ديننا الحنيف، ونصت عليها المواثيق الدولية. وأبانت الخوري أن حماية النشء تمثل تحديا كبيرا لا بد أن تتكاتف من أجله القيادات مع الكفاءات والخبرات الوطنية، موضحة أن الجمعية العربية للوقاية من العنف ضد الأطفال أصبحت منذ تأسيسها في العام 2004 منارة يهتدي إليها كل المهتمين بحماية الطفل من الدول العربية من كافة التخصصات. وقالت إنَّ الجمعية عقدت حتى الآن 5 مؤتمرات علمية في عدد من الدول العربية، أسهمت جميعها في رفع الوعي في مشكلة العنف ضد الطفل وتأثيراتها بعيدة المدى، إضافة لعقد دورات تدريبية متخصصة للمهنين المتعاملين مع الأطفال وإجراء البحوث والدراسات العلمية للوقوف على أسباب وجذور العنف في المنطقة، ووضع الحلول المناسبة لها، علاوة على أنَّ الجمعية توفر للمنتسبين إليها شبكة التعارف والتواصل بين المهتمين في حماية الطفل من أفراد ومؤسسات إقليمية ودولية، كما تساعد على رفع المهارات من خلال تقديم التعليم والتدريب.

تعليق عبر الفيس بوك