حوادث مراكز الترفيه تدق ناقوس الخطر تجاه إجراءات الأمن والسلامة

...
...
...
...
...
...

الرؤية - مريم البادية

في أعقاب الحادثِ الأليمِ الذي حلَّ بأحد الأطفال في أحد مراكز الترفيه؛ مما تسبَّب في تعرُّض الطفل لإصابات وُصِفت بـ"الخطيرة"، تعالتْ الأصوات المنادية بمراجعة إجراءات الأمن والسلامة في هذه المراكز، لا سيما وأنَّ هذه المراكز يرتادها الكثير من الأطفال والمراهقين وحتى الشباب، كما أنَّ هذه المراكز تمنح مرتاديها الفرصة لتنمية مهارات بعينها؛ الأمر الذي يستدعِي اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم وقوع حوادث مستقبلية.

ويقُول مالك اللواتي (ولي أمر): إنَّ العاملين في مراكز الألعاب غالبا ما يُطالبون الأطفال بتثبيت الحزام بأنفسهم عند ممارسة ألعاب محددة مثل ألعاب التسلق، والتي تعدُّ الأخطر على الإطلاق؛ مما قد يحدث أن يغفل مسؤول المركز عن الطريقة الصحيحة لربط أحزمة الأمان، ويُقابل ذلك عدم دراية للطفل بالطريقة الصحيحة والآمنة لتثبيت الحزام، فضلا عن إلزام الزوار بتوقيع استمارة "إخلاء مسؤولية"، وهو ما يُشير الى التنصُّل المتعمَّد من مثل هذه المراكز عن مسؤوليتها عن حماية الأطفال. وشكَّك اللواتي في معايير وإجراءات الأمن والسلامة الشخصية المتبعة في هذه المراكز، مشيرا إلى أنَّ الحادثَ الأخير لم يكُن الأول من نوعه، لكنه الأخطر. واستنكر اللواتي غيابَ مُتخصِّص في الإسعافات الأولية عن مثل هذه المراكز، أو حتى حُصول العاملين فيها على دورات إسعافات أولية، رغم أهمية ذلك. وتابع القول إنَّ مثل هذه الحوادث تُثير مخاوف أولياء الأمور تجاه مثل مراكز الألعاب التي تعتمد على "الترامبولين" المطاط؛ مما يستدعِي على الفور اتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة لمعالجة أي خلل في منظومة الأمن والسلامة بهذه المراكز.

أمَّا طلال الجابري (ولي أمر)، فيقول: إنَّ الأمان لا يتوافر في جميع الألعاب الترفيهية، وذكر أنَّ ابنته كانت تستخدم "الزحليقة" في أحد مواقع الترفيه، وتعرضت ساقها للكسر أثناء اللعب، ولم يكن هناك فريق متخصص لتقديم الإسعافات الأولي، مطالبا بأنْ تُولي المراكز الترفيهية والمتنزهات اهتماما كبيرا بهذا الجانب، وأن يتم إجراء الفحص الدوري لهذه الألعاب.

وحول اختيار الألعاب المناسبة عمريًّا للطفل، يقول علي النعماني (ولي أمر): أُفضل أماكن الألعاب المناسبة لعمر ابني من ناحية الأمان؛ سواء في المراكز المغلقة أو المواقع المفتوحة مثل الحدائق، بجانب نوعية الألعاب المتوفرة (حركية، عقلية، تعليمية، بدنية)، وألا يكون فيها اختلاط كثير مع من هم أكبر سنًّا، حتى أتجنب أي اصطدامات أو ما شابه ذلك، وفي الوقت ذاته حتى يعتاد على اللعب مع من هم في سنه ويتعلم المشاركة وتكوين العلاقات والصداقات. وأكد النعماني ضرورة تطبيق معايير الأمن والسلامة في أي من المراكز الترفيهية؛ فالإحساس بعدم الأمان يهدِّد بالخطر ووقوع الحوادث. وأضاف النعماني أنَّه من المفترض أن المراكز الترفيهية تطبق معايير السلامة، لكن من الملاحظ أنَّ الكثيرَ منها لا يلتزم بالصورة المطلوبة، خاصة فيما يتعلق بتطبيق المعايير المناسبة لطبيعة الألعاب؛ وأولها: تدريب الموظفين على التعامل مع الحالات الصحية للأطفال والإسعافات الأولية للاطفال، وكذلك وجود خطة طوارئ في حالة حدوث حادث أو طارئ معين. وعن اهتمامه بالمراكز الترفيهية التي يرتادها أبناؤه، يوضح النعماني أنه في كل مرة يحرص على الحضور بنفسه أو أي مرافق، خلال وقت لعب الأطفال في أي مركز أو حديقة.

وعن معايير الأمن والسلامة التي يجب أن تتخذها مثل هذه المراكز، تقول جمانة البلوشية مستشارة ومدربة صحة وسلامة بيئية، إنَّه يتعين تحديد الفئة العمرية التي تمارس هذه الالعاب؛ فالمُلَاحظ أن هذا اللعبة التي كان يلعبها الطفل تحت السن المسموح له، ولا يدرك قواعد السلامة التي يجب أن يتبعها، وهو في هذه السن في مرحلة الاستمتاع فقط؛ فكان يجب على القائمين على المركز أن يكُونوا لديهم تحديد للفئات التي تمارس مثل هذه الالعاب. وأضافت: يجب أن تكون هناك لوائح إرشادية لمرتادي اللعبة يتبين فيها ارتفاع اللعبة، وما هي الأضرار الناتجة عن ممارسة هذه اللعبة بالطريقة الخاطئة، وأيضا توضيح إجراءات الأمن والسلامة؛ مثل أن يحمي زي اللعبة كامل الجسم من الصدر إلى الأسفل، ويجب على المركز توفير ورقة إخلاء مسؤولية، وهذا الإجراء مفيد للاطفال دون السن القانونية حتى يكون الأب على دراية بممارسة ابنه لهذه اللعبة.

أمَّا وفاء الشامسية المتخصصة في أدب الطفل والناشئة، فتؤكد أنَّ حماية الطفل هي حق من حقوقه الأساسية؛ سواء في التشريع الديني أو في أنظمة القوانين المحلية أو الدولية المعمول بها، مشيرة إلى أنَّ القوانين في السلطنة توضِّح أن تعريض الطفل للأذى يعرِّض المؤسسة والقائمين عليها للمساءلة. وأكدت الشامسية أن هذه الحماية تتطلب إيجاد مكان تراعى فيه شروط السلامة؛ حيث إذا وجدت هذه الشروط بنسبة 50% للكبار، فإنه يجب أن ترتفع إلى 100% للأطفال؛ وذلك لأنَّ الكثير منهم لا يدركون الخطر الناتج من هذه الألعاب؛ لذا يجب على مراكز الترفيه أن تعزز كافة المعايير المتعلقة بتحقيق سلامة الطفل، والتي لا تتعلق بالسلامة الجسدية فقط، بل هناك السلامة النفسية أيضا لتفادي أي حوادث.

تعليق عبر الفيس بوك