"نيويورك تايمز": "ضم غور الأردن" حيلة انتخابية تهدد مستقبل نتنياهو

ترجمة- رنا عبدالحكيم

اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الخطة المزعومة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم "غور الأردن" الواقع في الضفة الغربية إلى حدود "دولة إسرائيل"، حيلة انتخابية لكنها تهدد مستقبله كرئيس للوزراء، في ظل منافسة انتخابية مستعرة أمام خصومه السياسيين.

وقال نتنياهو إنه سيتحرك بسرعة لضم ما يقرب من ثلث الضفة الغربية المحتلة، إذا أعاده الناخبون إلى السلطة في الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل، معلنا عزمه اغتنام ما أسماه "فرصة تاريخية" من البيت الأبيض المتعاطف لإعطاء إسرائيل "حدود آمنة ودائمة". وخطة نتنياهو لضم الأراضي الممتدة على طول نهر الأردن من شأنها أن تفجر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتقلص فرص قيام أي دولة فلسطينية في المستقبل لتكون جيبا محاصرا من قبل إسرائيل. وقال نتنياهو إنه يعتزم ضم جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وأنه سيتحرك فور تشكيل حكومة جديدة لضم غور الأردن، وهو قطاع استراتيجي من الأراضي الخصبة على طول الحدود مع الأردن. وقال إنه يريد الاستفادة من ما أسماه "الفرصة الفريدة لمرة واحدة" التي توفرها له إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أعربت عن انفتاحها على ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية على الأقل.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية واستولت عليها من الأردن في حرب 1967، ومن الناحية الدولية تعتبر أرضًا محتلة والمستوطنات الإسرائيلية فيها غير قانونية.

وهذا الموقف من نتنياهو محاولة جريئة لإعادة الصراع الفلسطيني إلى الصدارة في الحملة الانتخابية، بعدما تراجعت القضية إلى حد كبير عن السياسة الانتخابية الإسرائيلية، لأن قلة من الناخبين يؤمنون بإمكانية تحقيق السلام.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي وعد فيها نتنياهو بضم مناطق قبل الانتخابات. ففي الانتخابات السابقة، في أبريل، أعلن عزمه ضم أجزاء من الضفة الغربية، لكنه لم يذكر تفاصيل ولا جدولا زمنيا.

وهذه المرة، تباهى نتنياهو أنه بفضل "علاقتي الشخصية مع الرئيس ترامب، سوف أتمكن من ضم جميع المستوطنات في قلب وطننا".

لكن البيت الأبيض قال في بيان إنه "لم يحدث أي تغير في سياسة الولايات المتحدة في هذا الوقت"، وأكد أن خطة السلام في الشرق الأوسط التي وعدت بها الولايات المتحدة سيتم إعلانها بعد الانتخابات.

أما بالنسبة للدعم الأمريكي، فقد حذر دانييل ب. شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل في عهد الرئيس باراك أوباما، من أن أي احتفال باعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية قد يكون قصير الأجل. وقال "إن أي رئيس ديمقراطي يأتي بعد ترامب سيسحب بالتأكيد اعتراف الولايات المتحدة".

وقوبل هذه المناورة السياسية التي قام بها نتنياهو بشكوك عميقة بين المحللين الإسرائيليين، الذين قالوا إنه كثيراً ما قدم وعودا عشية الانتخابات ولم يفي بها، وأشاروا إلى أن المحاولات اليمينية السابقة لضم أجزاء من الضفة الغربية لم يعترضها أحد غيره.

وترى فورين بوليسي أن المستقبل السياسي لنتنياهو مهدد بالزوال، ما لم يحصل على ما يكفي من الأصوات الانتخابية.

ويقول خصومه الرئيسيون- مثل قادة الجيش السابقين الذين يخوضون الانتخابات في حزبه الأزرق والأبيض- علنًا إنه يجب على إسرائيل عدم ضم غور الأردن لأسباب أمنية.

وقال بنيامين جانتس رئيس هيئة الأركان للجيش الإسرائيلي والمرشح المنافس أمام نتنياهو، إن الأخير يؤذي علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، وأنه "يضر بعلاقاتنا مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، ويربط سياساتنا بالأمريكيين، وهذا خطأ، فعلاقاتنا إستراتيجية، وهذه الروابط عميقة وحيوية وتستند إلى المصالح المشتركة وليس إلى صفقات انتخابية".

تعليق عبر الفيس بوك