منتخبنا يكشف أخطاءه

 

محمد العليان

لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يخرج منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بهذه الصورة المتواضعة أمام المنتخب الهندي، في بداية مشواره ضمن التصفيات المزدوجة الأولية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022م في قطر، وبطولة كأس آسيا 2023م في الصين، وقد عاشت الجماهير لحظات عصيبة، وكادت الأعصاب تصاب بالاحتراق والضغط حتى الدقائق الأخيرة من نهاية المباراة، بعد أن أطلق النجم الشاب الواعد الصاعد المنذر العلوي رصاصة الرحمة، وإنقاذ المنتخب من خسارة.

ورغم الفوز وكسب الثلاث نقاط خارج الديار، إلا أنَّ الشارع الرياضي والجماهير لم نكن راضيين أو مقتنعين بالبداية المتواضعة للمنتخب، ولم يكن عند الموعد، إما منتخب عادي ومتواضع لا يقارن بتاريخ وخبرة وتصنيف منتخبنا، وأخذ الشارع الرياضي والإعلامي يدلو بدلوه ورأيه بعد المباراة بغضب حول مستوى وأداء المنتخب، وما يحدث فيه من مُجاملات ومحاباة وأخطاء الكل يراها، ولكن اتحاد الكرة والمعنيين لا يرونها، خاصة من الناحية الفنية والإدارية. هذه الأمور أصبحت مكشوفة للجميع، وهناك من يفرض رأيه واختياراته على المنتخب من كل النواحي، رغم أن المنتخب كسب الأهم بغض النظر عن المستوى والأداء والاخطاء وكل ما حدث في المباراة وقبل المبارة من بداية التجمع والمعسكر في ألمانيا، هناك أسئلة مشروعة ومتكررة تبحث عن إجابات؛ أولها: الاختيارات الخاطئة لاستدعاء اللاعبين للمنتخب الذين لا يلعبون مع أي الأندية وعدم جاهزيتهم للعب بدنيا وفنيا، ويتم الزج بهم في المباريات رغم وجود لاعبين أساسيين يلعبون مع أنديتهم طوال الموسم، والسؤال الثاني: لماذا يستبعد علي الحبسي رغم أنه يلعب في أعرق وأقوى الأندية المحترفة السعودية والآسيوية الهلال السعودي ولديه الخبرة الكبيرة؟ وأيضا: لماذا لم يُستدعَ وينضم المدافع الفذ فهمي الدوربين؟ ثالثا: من المسؤول عن اختيار معسكر المنتخب في ألمانيا الضعيف ليلعب المنتخب مع فرق هاوية من الدرجة الرابعة والثالثة، ورفض والاعتذار عن المشاركة في بطولة غرب آسيا آنذاك، وهي خير إعداد للمنتخب ومفيدة فنيا وبدنيا؟ رابعا: من يتحكَّم في اختيارات اللاعبين والمدرب الأجنبي للمنتخب كومان عند اختيار معظم اللاعبين وإذا كان اختيارهم بالفعل مثلا فكيف يختار لاعبا لم يلعب طوال موسم، ولم يره على الطبيعة، أو اختيار لاعبين رجعوا من الإصابة ولم يلعبوا أي مباراة طوال الموسم؟ هذه تعتبر كارثة من مدرب أجنبي محترف إذا كانت الاختيارات منه أو لم يكن هو اختار المجموعة الأخرى؟ وخامسا: هل هناك عضو أو أعضاء في اتحاد الكرة يستغلون منصبهم ويفرضون رأيهم على اللاعبين في التحكم بمسارهم للأندية التي يتعاقدون معها؟

هذه التساؤلات جاءت كردة فعل طبيعية بعد مباراة الهند، وما شاهدوه من المنتخب؛ لأنَّ المرحلة والمباريات القادمة لا تحتاج إلى أخطاء ومجاملات واضحة وفاضحة؛ فالطريق لا يزال طويلا ويحتاج إلى نفس طويل، ويحتاج أن يتم استدعاء أكثر من 4 لاعبين جدد واستبعاد مثلهم، وكلنا ثقه في أنَّ هناك من يهمه أمر منتخب الوطن والتدخل وتعديل الوضع لوقف العبث الذي يجري في المنتخب ومحاسبة المخطئ، وإحداث تغيير وتصحيح لإعادة الأمور إلى نصابها.