نفخر بالتعددية

مسلم بن سهيل العمري

لاحظتُ خلال فترة وجيزة انتشار كثيرٍ من الدعوات على منصَّات التواصل الاجتماعي لأشخاص يهاجمون بشدة بعض المصطلحات كالتعددية.. وكثير ممن يُهاجم قد لا يعرف معنى تلك المصطلحات، وإنما من حرصه على الدفاع عن الوطن.

وللأسف، هناك جهات ومؤسسات وأفراد مُثقفون لديهم الدِّراية الكافية بخصائص المجتمع وتعدده، ولكن لا يتدخلون ولا يُشاركون عموم المجتمع في توضيح الصورة ونشر الثقافة الإيجابية وتوعية الأفراد.

كما أتمنى من تلك المؤسسات -سواء جهات رسمية أو خاصة، مسؤولين أو أكاديميين- المشاركة ومساهمة المجتمع نقاشاتهم وحواراتهم، وعدم البقاء على الحياد؛ كون بعض تلك المؤسسات ترى أن المشاركة قد تحسب على جهته الرسمية.

إنَّ الشعوبَ لا ترقى وتتقدَّم إلا بمفكريها وعلمائها، وهم تلك النخبة التي تشغل مناصب عدة في الدولة.

إنَّ اعتقاد الكثيرين بأنَّ التعددية هي مشكلة، والدفاع على مواقع التواصل بأن عُمان لا توجد فيها هذه التعددية، ظناً من البعض -غير المُطلع- بأن التعددية أمر سيئ لجهله بمعنى المصطلح. ويدعو إلى أن ننفي وجود تعددية، فإني أرى ذلك مصيبة وتقزيما لدور عُمان الحضاري، وتحجيمًا لدورها التاريخي والإنساني، ومن الأجدر أن نتوقف عن ذلك.

إذ إنَّ هذا النفي هو سلخ المجتمع من واقعه ونكران لحضارته وتعدٍّ على ثقافته المادية والمعنوية، وطمس وتجنٍّ على الهُويات والحريات الشخصية بطريقة متخلفة.

نعم.. نفخر بتعددية مُجتمعنا العُماني، تعددية متعارفة ومتحابة تَتَنافس على عمل الخير والتقوى.

نفتخر بالتعددية في ظلِّ التآخي والتسامح، والعمل المنظَّم الذي يحفظ للمجتمعات التقدم والازدهار.

هذا النفي بوجود تعددية لا يقبله عاقل، ولا يُصدقه متلقٍّ، فلماذا الحرص المبالغ فيه على نفي ما هو واقع!

عُمان الحضارة، عُمان الإنسان، عُمان الثراء، عُمان التعددية، عُمان التقدم.

تعليق عبر الفيس بوك