"بلاغة القصيدة الحديثة" يتتبع طبقات شعرية غير مطروقة لدى عبدالرزاق الربيعي

 

عمّان- العُمانية

يسهم كتاب "بلاغة القصيدة الحديثة.. تمظهرات الشكل وتجوهرات الدلالة" في إبراز طبقات شعرية غير مطروقة في شعرية عبد الرزاق الربيعي، ويمثل إضافة نقدية أكاديمية تعمل على إضاءة جوانب أخرى من اشتغالات هذا الشاعر، والكشف عن مواطن إبداعية ذات خصوصية عالية في تجربته.

ويلقي الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان ضوءاً كاشفاً على تجربة الربيعي الشعرية التي بدأت منذ مطلع الثمانينات وتميزت بجديتها وعصريتها خلال وجوده في العراق، ثم بعد هجرته إلى اليمن، وأخيرا السلطنة. وتؤكد فصول الكتاب الذي أعدّه وقدّم له وشارك فيه د.علي صليبي الموسومي، أن شعر الربيعي في صورته العامة مندمج بالحياة اليومية بكل طبقاتها وظلالها ومستوياتها، ويكاد يكون سيرة شعرية مكتنزة للتفاصيل الحياتية العراقية، فالمكان العراقي بتنوعاته المعروفة عنصر أصيل من عناصر شعرية الربيعي، وله نكهة خاصة تظهر من خلال اللفظة والصورة والمشهد والنص عموماً، وغالباً ما تكون بغداد هي الأكثر استلهاماً لروح المكان في قصائده، فضلاً عن المكان المتخيّل الذي يوازي المكان الواقعي.

ويتفق النقاد المشاركون في الكتاب على أن لغة الربيعي سهلة ممتنعة وذات طابع سردي ودرامي وتشكيلي بحسب طبيعة موضوع القصيدة ورؤيتها وفكرتها، لذا جاءت الصور الشعرية لديه مسردنة أو ممسرحة أو مشكْلَنة، وذلك لأن الشخصيات الشعرية تظهر كثيرا في قصائده بأشكال وتمظهرات متنوعة، وبعض هذه الشخصيات له جذور واقعية وبعضها الآخر مُتخيل.

وبحسب الكتاب، يبرز موضوع الحب لدى الربيعي بوصفه من الموضوعات الشعرية الأكثر حضوراً واستئثاراً في مدونته الغزيرة، وهو موضوع نوعي في شعره، وكأنه يعبّر عن طبيعة درامية تكون فيها قصة الحب متمظهرة على مسرح القصيدة.

ويتضمن الكتاب أربعة فصول، جاء الأول منها تحت عنوان "عتبة التصدير وفاعلية التركيز" للباحثة د.فاتن عبد الجبار، والتي تناولت عتبة مهمة غير مدروسة بعمق من عتبات الكتابة الشعرية في تجربة الشاعر، هي عتبة التصدير، حيث حفلت الكثير من مجموعات الربيعي بهذه العتبة. وقد مهّدت الباحثة لدراستها بـ "عتبة تمهيد نظرية"، ثم "عتبة العيّنة المنتخبة"، لترصد بعدها مجموعة أشكال لهذه العتبة هي على التوالي: "عتبة التصدير الأدبية (الغربية)"، و"عتبة التصدير الأدبية (العربية)"، و"عتبة التصدير القرآنية"، و"عتبة التصدير الأدبية القديمة"، و"عتبة التصدير الرسائلية"، و"عتبة التصدير الذاتية". وكشفت من خلال دراستها عن أهمية عتبة التصدير لدى الشاعر وعلاقتها بالمتون النصية لمجموعاته الشعرية كلها.

تعليق عبر الفيس بوك