الرؤية - العمانية
احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، اليوم، بذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم. ورعى المناسبة فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي رئيس المحكمة العُليا ونائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء.
ويأتي الحفل ضمن الفعاليات التي تُشارك بها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العالم الإسلامي بهدف ترسيخ أهميّة مثل هذه المناسبات في عقول المسلمين، وترك الأثر العميق فيهم من حيث استيعاب الدروس والعظات التي تستدعي الوقوف والتأمل والاعتبار بها، وأخذ الزاد الروحي والمعنوي وسط ما تعانيه الأمة من أحداث وتغيرات وفُرقة وإسقاط هذه الدروس على الواقع.
وألقى الدكتور سالم بن هلال الخروصي مستشار وزير الأوقاف والشؤون الدينية للوعظ والإرشاد كلمة بهذه المناسبة، سلط فيها الضوء على القيم والمبادئ والمعاني الجليلة لهذه المناسبة العظيمة الخالدة. وقال الخروصي إنّ المسلمين يحتفلون في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى عزيزة على قلوبهم وهي حادثة الهجرة النبوية والتي كانت بداية التحول من الضيق إلى السِعة ومن العُسر إلى اليُسر ومن مكة إلى العالمين.
وأضاف الخروصي أنّ حادثة الهجرة النبوية كانت الانطلاقة الأولى لممارسة الحياة الاجتماعية والدينية والفكرية والسياسية والاقتصادية في ظل المجتمع المسلم المسالم والنافذة التي خرج منها الدين الإسلامي من التنظير إلى التطبيق لمبادئ وقيم وأحكام القرآن الكريم لتصبح يثرب المدينة الفاضلة والمجتمع الأمثل والحياة القدوة لإنسانية لم تكن تعرف سوى جاهليتها الأولى، ونزعتها المتمردة ونمطها المغاير للفطرة السوية إلا قليلا مما بقي من أنفة العربي وأعرافه وعاداته مما يروى من أحداث، ويتداول من أمثال ويحفظ من حكم، ويستدر من حنيفية إبراهيمية بقيت في قلة قليلة وندرة يسيرة من أهل الفترة في زمانها ومكانها. مؤكدا أنّ استعادة سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال الأحداث العظام تعيد للأذهان الدروس المُستلهمة والمعاني المستخلصة والمقاصد الكبرى لحياة أعظم شخصية عرفها التاريخ الإنساني على الإطلاق لتبقى منهاج حياة ومسلك رشاد وينبوع حكمة لكل المؤمنين إلى يوم الدين. وتضمَّن الحفل تقديم قصيدة شعرية وعرضًا مرئيًّا عنوانه "هجرة الهداية" تناول سيرة هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة من مكة إلى المدينة كما تضمّن الحفل تقدم فقرات إنشادية قدمتها فرقة الهلال.
