ترجمة- رنا عبد الحكيم
على الرغم من أن اجتماعات قمة مجموعة السبع نادراً ما تخرج بقرارات ذات قيمة، إلا أنه يمكن الاعتماد عليها عمومًا لتجنب الأسوأ من الأمور، لكن اجتماعات هذا العام التي عقدت مطلع الأسبوع الجاري في بياريتس بفرنسا، استثناءً ملحوظًا.
وقالت وكالة "بلومبرج" الإخبارية في افتتاحيتها إنه مع تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، والتحديات الأمنية والبيئية التي تتطلب غرضًا ووضوحًا جديدين من الولايات المتحدة وحلفائها، فقد ضاعفت القمة المخاطر.
ولا يوجد أي لغز حول على من يقع اللوم في فشل القمة في الخروج بقرارات، لكن هناك رئيس أمريكي جعل الفوضى طريقته في الحكم ونبذ الدور القيادي العالمي الذي كان جميع أسلافه المعاصرين- لمصلحة الولايات المتحدة- متلهفين للاضطلاع به.
وعمت الفوضى أعمال القمة؛ فقد أشار الرئيس دونالد ترامب، في تصريحات غير مقصودة إلى المراسلين، إلى أنه كان لديه أفكار أخرى حول السياسة التي يفتخر بها أن يطلق عليها "حرب تجارية". وأوضح مسؤول أن الرئيس كان يتساءل فقط عما إذا كانت هذه هي الفكرة، وربما كان من الأفضل فرض رسوم أكبر على الصين.
وفي يوم الاثنين، قال ترامب إن الصين اتصلت بمسؤولين تجاريين أمريكيين يطلبون استئناف المحادثات؛ وهنا بدا أن بكين في حيرة من حقيقة هذه الأنباء.
وقبلها بيوم قال ترامب: "أعتقد أن (الحكومات الأخرى) تحترم الحرب التجارية. كيف لا يستطيعون؟".
وفي وقت سابق كان ترامب قد طلب (في تغريدة بالطبع) الشركات الأمريكية الكبرى بـ"البدء فورًا في البحث عن بديل للصين، بما في ذلك عودة شركاتكم إلى الوطن وصنع منتجاتكم في الولايات المتحدة الأمريكية".
ولأن الرئيس يفتقر إلى سلطة طلب أي شيء من هذا القبيل، كان هناك حاجة إلى توضيح آخر. فقال ترامب إنه يمكن أن يعلن حالة طوارئ وطنية وهذا سيوفر كل الصلاحيات التي سيحتاجها، إذا اختار فجأة فصل أكبر اقتصادين في العالم، وبالتالي التخطيط لركود عالمي.
تناقضات الرئيس ترامب لم تتوقف عند هذا الحد خلال أعمال القمة، وكان السؤال المطروح: هل يجب عودة روسيا للمشاركة في هذه الاجتماعات، على سبيل المثال؟ الإجابة أن مواقف فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة اتسمت بالحذر، لكن ترامب قال إنه يحب الفكرة. واستنكر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التجارب الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية، قائلاً إنها تنتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لكن الرئيس ترامب قال "نحن في عالم الصواريخ أصدقائي، سواء أحببتم ذلك أم لا".
ربما وجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره الأمريكي مصدر إلهامٍ له لخلق المزيد من الفوضى في القمة، فرتب زيارة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ضمن أعمال القمة. والتقى ظريف مع ماكرون فقط. وقال مسؤولون فرنسيون إن مجموعة السبع طلبت من الرئيس الفرنسي متابعة إمكانية الحوار مع إيران.
ويتلاشى الزخم الاقتصادي العالمي، لأسباب ليس أقلها عشق ترامب للحروب التجارية، مع الوضع في الاعتبار أنه في حالة حدوث ركود جديد، فإن البنوك المركزية ستفتقر إلى وسائل الاستجابة بفعّالِية. ولا تزال التدابير العالمية لمكافحة تغير المناخ غير كافية على الإطلاق. كما تعرض الأمان والأمن العالميان للخطر بسبب التدهور السريع في اتفاقيات ومؤسسات التعاون الدولي.
واختتمت بلومبرج افتتاحيتها قائلة إن اللافت للنظر أن كل هذه التحديات نتيجة لسياسات أمريكية متعمدة، فلم يكن ممكنا أن تعيد القمة كل شيء إلى الوراء، بسبب رئيس أمريكي مختلف، إنه جهد سنوات خلت. لكن كان من الممكن أن تُقدم القمة بعض الراحة، غير أنه بدلاً من ذلك، قام أقوى سياسي على الكوكب بتحويل العالم إلى حفرة أعمق.