الخريف والسياحة الرياضية

 

محمد العليان

ولاية صلالة -عاصمة المصايف العربية- وخلال موسم الخريف هذا العام كانت محطَّ أنظار منظمي الفعاليات والمناشط والبطولات الرياضية المختلفة في عدة ألعاب متنوعة، تحت مظلة مهرجان صلالة السياحي؛ منها: البطولات المحلية وأخرى دولية، إضافة إلى الندوات والملتقيات والمؤتمرات؛ حيث أصبحتْ ظفار عموما وموسم الخريف الاستثنائي محطة جذب للسياحة الرياضية، لكن بطريقة خجولة وقليلة جدا لا تفي بالمقومات التي تمتاز بها المحافظة، خاصة عامل الطقس الاستثنائي ودرجات الحرارة الباردة، عكس الدول الأخرى.

إنَّ السياحة الرياضية -والتي نفتقدها، وبالذات في موسم الخريف- أصبحت النمطَ السياحيَّ الأكثر جاذبية نظرا لدورها الكبير في دعم ورفد اقتصاديات الدول سنويا؛ حيث نفتقد التظاهرات الرياضية الكبرى التي هدفها الظاهري رياضيا لكنها في باطنها الترويج السياحي والدعاية الجماهيرية والإعلامية للمكتسبات السياحية واستغلال الأحداث الرياضية لتنمية وتطوير السياحة الداخلية.

والرياضة ليست مجرد منافسات في الملاعب والصالات، بل هي أكبر بكثير من ذلك.. إنها صناعة وتجارة رابحة، ومحافظة ظفار -وولاية صلالة عاصمة المصايف العربية- قادرة على أن تُصبح مركزا عالميا أو حتى عربيا وآسيويا للنشاطات والبطولات والملتقيات  والمؤتمرات الرياضية في فصل الخريف. وسينقل هؤلاء الرياضيون انطباعاتهم عن البلد وأهلها ومرافقها وملاعبها وطبيعتها وطقسها وخدماتها وطيبة أهلها عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مقابلاتهم وحياتهم، وهذه دعاية وترويج مجاني.

لابد من تجسيد السياحة الرياضية من ناحية التوقيت الصيفي لفصل الخريف بباقة من البرامج الرياضية المختلفة واستغلال موقع المحافظة وتنافس المناطق الخارجية الأخرى من الدول الأخرى، التي تُلبِّي مطلبَ السائح والرياضي وعشاق الرياضة، وكل ألوان الناس. السياحة الرياضية تحتاج تخطيطا لتُستغل ويُستغل معها أيضا موسم الخريف لإنجاح حزمة متعددة من الفعاليات الرياضية التي تهدف لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية.

وهذا لن يأتي إلا بالتخطيط من وزارة السياحة ووزارة الشؤون الرياضية وبلدية ظفار وإدارة مهرجان صلالة السياحي، بعمل خطة لمدة 3 سنوات تشمل كلَّ ما تحتاجه المحافظة من تطوير وبرامج سياحية رياضية، واستقطاب عشاق وهواة السياحة الرياضية؛ حيث تتوافر في المحافظة بنية تحتية جيده بالنسبة للمنشآت الفندقية والسكن، وهذه من أهم العوامل الناجحة للسياحة، إضافة -كما أسلفنا- للطقس الجميل والعوامل الطبيعية من جبال وسهول وحتى صحراء وشواطئ...إلخ. نحتاج إلى الثقافة الرياضية السياحية لخطة ترويج المقصد السياحي على الطريقة الرياضية؛ لذلك يجب خلق ثقافة رياضية داخل المجتمع، وتكثيف  الفعاليات الرياضة الدولية بجانب المعالم السياحية والترويج من منظور سياحي، وتقديم تسهيلات وخدمات للزوار والسياح من أجل المضي قدما نحو تعزيز إسهامات السياحة الرياضية  في قطاع السياحة عموما.. نتمنَّى من الجهات المختصة التفكير خارج الصندوق المعتاد، وأن ترتقي السياحة الرياضية لمستوى الطموحات.