قصيدتان


أبو نبراس البوصافي | مسقط

(1)    غزوة من غير جند

وهل عيبٌ إذا عيْني أحبَّتْ
وسالَ لعابُها حتى الصباحِ
//
وظلَّتْ تنظرُ البدْرَ المُحلّى
بياقوتٍ أمدُّ لهُ جناحِي
//
فأقطِفُ منْ حلاوتهِ سَناها
وألبسُهُ على قلبي المُباحِ
//
أباحتْ غزْوَهُ منْ غير جندٍ
فيا اللهُ هل يجْدي كفاحي
//
بسهْمِ العشْقِ أرْدتْ كلَّ نبضٍ
وكنتُ صريعَهُ رغْم الجراحِ
//
يقولُ الناسُ لا عشقٌ سيبْلى
وعشْقكَ في الدُّنا مثل الرياحِ
//
تجودُ بخيْرِها في كلِّ أرضٍ
كذاك العشقُ يخْضرُ كلَّ ساحِ

(2)    موعظة:

ما كلُّ ما يتمنَّى المرْءُ يا ولَدي
يُدْركْ مُناهُ على عيْشٍ منَ الرَّغدِ
//
صرْفُ الدُّهورِ سراعاً سَوف تُطْفئُ مَنْ
أقامَ دوْلتهُ في التِّبرِ والعدَدِ
//
فأينَ نمرودُ والدُّنْيا بقبْضتِهِ
كصوْلجانٍ مَتى ما شاءَ يرْتعِدِ
//
هلْ ظلَّ في قصْرِهِ الفضْفاضِ أرْصفةً
منَ الجواهرِ أوْ قارورةَ الخُلُدِ
//
وأينَ فرْعونُ والأسْبابُ يمْلكُها
وكلَّ مسْغَبةٍ في تلْكمُ البَلَـدِ
//
أتاهُ سهْمُ النَّوى منْ عيْنِ راجِفةٍ
رماهُ بحْرُ القَضا في هوْدجِ الأَبَدِ
//
وهلْ لعادٍ وأقْيالُ الجنودُ بِها
أدْنى حياةٍ على الأحْقافِ يا ولَدي
//
لا زالَ يحْضُنُها التاريخُ مُبْتسمًا
وقد أطَلَّ عليْها إرْمُ بالمَدَدِ
 //
أتى على الكلِّ طوفانٌ وأجْندةٌ
منَ الرِّياحِ ومنْ برْقٍ ومنْ رُعُدِ
//
فتلْكَ آثارُهمْ واللَّهِ نشْهدُها
وتلكَ دورُهُمُ الظَّلماءُ في اللُّحُدِ
//
يا ليْتَ نفْسيَ أزْهارٌ مُجمَّعةٌ
على الغُصونِ تقودُ النَّاسِ للسُّعُدِ
//
وليتَ لي من أديمِ الأرضِ أوديةٌ
منَ السَّعادةِ أُهْديها لكلِّ يدِ
//
قدْ سرَّ أوَّلنا ما كانَ منْ ذهَبٍ
لا مرْحبًا بغِنىً منْ بعدهِ نَكَدي

 

تعليق عبر الفيس بوك