حمدي عبد الله أبو سنة | مصر
التعلم النشط مصطلح يتم تداوله بين التربويين للمقارنة بينه كأحد الإتجاهات الحديثة فى التدريس والذى يعتمد على تنمية التفكير النقدى والابداعى وحل المشكلات وذلك لتنمية المهارات الحياتية للمتعلم وذلك فى مقابل التعلم التقليدى الذى يعتمد على الحفظ والتلقين من أجل النجاح فى الامتحانات.
وتقع أهمية التعلم النشط فى تنمية العلاقات الاجتماعية بين المتعلمين وبينهم وبين المعلين كما يعزز الرغبة فى التعلم ويعودهم على المشاركة فى إعداد قواعد العمل التى يلتزمون بها. ويساعد على تنمية القدرة على التعبير عن الرأى واحترام الرأى الآخر ويعزز الثقة بالنفس. ومن مميزات التعلم النشط أنه يقوى المسؤولية الفردية والجماعية لدى المتعلمين. كما يساعدهم على اكتساب مهارات القيادة ويغرس روابط الصداقة بين المتعلين ويقوى الشعور بالانتماء للفريق. لذلك سنكتشف أن المتعلم يتعلم من أقرانه أكثر مما يتعلم من معلمه.
فلسفة التعلم النشط تقوم على أن المتعلم هو محور العملية التعليمية وأن التعلم مرتبط باحتياجات واهتمامات وواقع المتعلم. ويمكن تعريف التعلم النشط على أنه طريقة تدريس تشرك المتعلمين فى عمل اشياء تجبرهم على التفكير فيما يتعلمونه. لذلك فإن التعلم النشط يعتبر تلبية للمتغيرات العالمية والمحلية المعاصرة .
نجاح التعلم النشط يقع على عاتق المعلم الفعال الذى يستطيع أن يعبر عن نفسه بشكل واضح ويتحلى بالصبر ولديه حاسة الدعابة . المعلم المتحمس لمهنة التدريس ويشجع مشاركة المتعلمين. إنه متمكن فى مادة تخصصة وحسن التنظيم فى ادواته وعلى سبورته. يهتم بالمتعلمين كأفراد ويراعى الفروق الفردية. متمكن من استراتيجيات التدريس المتعددة, كما يجب عليه أن يكون جادا فى عمله ويحسن تصميم دروس تفى باحياجات المتعلمين. حين يوجه كلامه لأحد المتعلمين فإن عليه أن يناديه باسمه الشخصي. وذلك يجعل المتعلمين يحترموه أكثر. انطلاقا من هذه النقطة فإن عليه أن يؤسس لسلطته من أول لحظة. عليه أن يكون مستعدا لعمل تغيرات فى درسه أو تعديل أو تصحيح للحصة. على المعلم ان يثير دافعية تلاميذه بأنشطة شيقة وهذا هو جوهر التعليم النشط. التوجيهات التى يصدرها المعلم بعد الاتفاق عليها يجب أن تكون مختصرة وواضحة وأن تكون بصوت مسموع للكل . الصراحة والعدل من أساسيات نجاح المعلم .
وفى المقابل لكل ما سبق يجدر بالمتعلم أن يكون على وعى بذاته ويسأل الكثير من الأسئلة ويتمتع بالنقد الذاتى وأن يكون نشيطا ومنظما. وعليه أن ينتهز الفرص للممارسة كما أن عليه أن يسعى لطلب المساعدة من أقرانه المتعلمين. كما يجب على المتعلم ان لا يتمسك أو يصر على أخطائه وأن يكون قادرا على تقييم ذاته وتقييم الآخرين,عليه أن يكون إيجابيا ومتعاونا ومشاركا للغير.
أهم ملامح التعلم النشط تظهر فى دور المعلم الذى تغير من ناقل وملقن للمعلومة إلى أنه أصبح مفكر ومدرب وميسر وباحث ومبدع ومحفز. الأهداف معروفة وواضحة للمتعلمين ويشاركون فى إعدادها والتخطيط لها. إن شخصية المعلم لم تعد تتسم بالحزم بل أصبحت تتسم بالمرح والحماس. التقويم يساعد المتعلم على إكتشاف نواحى القوة فيعززها والضعف فيعالجها. لقد أصبح المتعلمون هم من يطرحون الأسئلة على أقرانهم وعلى المعلمين. إن أهم شكل من أشكال التعلم النشط هو جلوس المتعلمين فلم يعد الجلوس فى مقاعد ثابتة بل أصبح الجلوس فى مجموعات ولكل مجموعة قائد وهناك حرية أكبر فى الحركة. إن استراتيجيات التعلم النشط أصبحت متعدده مثل المحاضرة المعدلة والعصف الذهنى وحل المشكلات والتعلم التعاونى وغيرها الكثير. عموما لم يعد التعلم النشط يلتزم بأستراتيجية تدريس ثابته ولكنه يعتمد على أى استراتيجية تضمن إيجابية المتعلم ودوافعته وتعاونه مع الغير والتنافس.
ومن معوقات التعلم النشط الخوف من الجديد وكثافة الفصول العالية. وصعوبة إدارةالفصل وادارة الوقت وعدم قناعة أوالتدريب الكافى للمعلمين .
