المرأة عماد المجتمع

 

سُميَّة محمد

 

نجت بأعجوبة من أن تقبر آخر أنثى قبل عهد حبيبنا محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلامه، من ثم كرمت تكريمًا من العالمين، كسر خلفه جبروت كل شخص يقبر أنثاه قبل أن تعيش وقبل أن تشم من الحياة رحيقها متناسين أن الدنيا التي يسعون لاهثين وراءها أنثى، ومن أن آدم اتكأ قلبه على صدر حواء فكانت رفيقته في الجنة وحبيبته في الخلاء وكل شيء في الأرض.

دموعه إذا بكى، وضحكاته العالية إذا انشق ثغره فرحًا، وكتفه إن مالت أحزانه، هي لا تميل وقلبه في أشد الأيام وقعًا، لكن لا يزال ذكور مجتمعاتنا العربية ينظرون على أن شرفهم بين فخوذ أنثى أقصى حلمها أن تعيش مكرمة مساوية للرجل بالحياة والتي هو حق كحق بزوغ الشمس، فتجدهم كالطفيليات يتعايشون مع فكرة أن يقتلوا أحلامها قبل أن تولد، يجاهدون ألا تكون أعلى منهم مرتبة علمية، يخافون، دائمًا تجدهم خائفين من إدراك الأنثى ومعرفتها، أو أن تنسب فضيلة لها عوضًا عنهم، ويسارعون أن يسلبوا رحيق الحياه من رئتيها، وكل الذين يتهافتون بأعراض النساء قذفًا وشتمًا جميعهم يسعون وراءها ويسعون لامتلاكها، يركزون على ميل خصرها، فتميل قلوبهم نقصًا وعيونهم عمى، وتخالج أنفسهم بأنها وجدت لتشبع غرائزهم فيقفون مساوين للحيوانات مختلفين عنهم بدرجة العقل رغم إني أشك بذلك أيضًا!

الرجال قوامون على النساء يساندها فتسانده على طاعة الله ورسوله، ويسعى معها لتحقيق نجاحها، ويعتبره نجاحًا له، وليس كما يزعم البعض بأنه عار، والرجل الذي ينفق درهمًا في سبيل عيشة هنية لامرأة تشاركه الحياة فهو يعي جيدا معنى الرجولة، فدائمًا نجد أن كل أنثى يساندها رجل ولاسيما لو كان أباها تكون قوية البأس، شامخة تسعى ألا ترضى بالنجاح القليل، تفرح بسماع الإطراء منه هو بالذات ذاك الذي يقف خلف ظهرها، فيشجعها قبل أن ينتهرها، ويقول قولًا لطيفًا قبل أن يجرح قلبها بكلمة عابرة لا يلقي لها بالًا.

مجتمعاتنا تحتاج للكثير من الوعي من أن تستقبل ولادة الأنثى مثلما تستقبل الذكر من الرجال، وأن يُنشأوا على أنهم سواسية؛ أخطاؤهم متشابهة بالعقاب، وقبل كل شيء أن يولدوا على حب بعضهم البعض، وألا يفرق بين الأخ وأخته إلا في الفراش، وأن يعيش الرجل على مبدأ الأنثى كريمة عزيزة، وأنها لم تخلق لتشبع غرائزه، وأن المهن التي تعود على الأنثى بالنفع والفائدة بمخالطة الرجل لا تعني أنها عيب كما تزعم العادات التي ترعرعت العقول عليها، وأن العيب هو الذي يتخطى حدود الله أولًا من ثم أخلاق المجتمع.

أخيرًا.. كانت أحب النساء إلى رسول الله أنثى، وابنته التي تبعته للجنة أنثى، وزوجه في الجنة أنثى، ومن تبعه رزق الجنة.. صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

تعليق عبر الفيس بوك