بيروت - رويترز
اقتربتْ القوات الحكومية السورية من استعادة مدينة خان شيخون الإستراتيجية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة منذ العام 2014؛ وذلك في إطار هجوم كبير تدعمه روسيا لانتزاع آخر معقل كبير لمعارضي الرئيس بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر عسكري موال لدمشق، إن مقاتلي المعارضة انسحبوا من خان شيخون ليل الإثنين، لكنَّ جماعة المعارضة الرئيسية في المنطقة قالت إنَّ مقاتليها لا يزالون يسيطرون على جزء من المدينة وما زال القتال مستمرا.
وستمثل استعادة خان شيخون مكسبا مهما للأسد في منطقة شمال غرب البلاد؛ حيث يصطدم مسعاه لاستعادة "كل شبر" من أراضي سوريا بعقبات؛ منها: وجود قوات تركية على الأرض.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية -في بث من منطقة قريبة من المدينة- إنَّ القوات الحكومية وسعت نطاق سيطرتها بما في ذلك استعادة طريق سريع عبر خان شيخون التي شهدت هجوما بغاز السارين عام 2017.
وقال المصدر العسكري الموالي لدمشق لرويترز، إنَّ المدينة تحت سيطرة الجيش بعد أن واجه مقاتلو المعارضة هجوما بتكتيك الكماشة وفروا. وأضاف: "هناك بعض الجيوب والعبوات الناسفة، توجد قلة ترفض الانسحاب وتريد أن تموت".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن مقاتلين من المعارضة انسحبوا من آخر أراض تحت سيطرتهم في محافظة حماة المجاورة وكذلك من خان شيخون. لكن هيئة تحرير الشام -أقوى جماعة في المنطقة- نفت ذلك قائلة إن المعركة ما زالت مستمرة.
وقالت -في بيان، عبر قناتها على تطبيق تليجرام- إنَّ مقاتليها ما زالوا يسيطرون على جزء من خان شيخون ومناطق مجاورة في شمال حماة وإن كانت قد أشارت إلى "إعادة تمركز" في البلدة بعد "القصف الشديد من قبل قوات العدو".
وأشارت الجبهة الوطنية للتحرير -وهي تحالف آخر لمقاتلي المعارضة وتدعمها تركيا- إلى أن قواتها غادرت مواقع بات من العسير تأمين خطوط إمدادها، وأعادت الانتشار في مواضع أخرى نتيجة للقصف في منطقة شمال حماة. وأضافت في بيان: "لم يغادر الثوار المقاتلون شبرا من الأرض إلا بعدما أذاقوا العدو فيه بأسا شديدا". وقال المرصد والمصدر العسكري الموالي لدمشق إن مقاتلي المعارضة انسحبوا إلى موقع عسكري تركي في بلدة مورك إلى الجنوب من خان شيخون في محافظة حماة.
وأقامت تركيا -التي تدعم بعض جماعات المعارضة في شمال غرب البلاد- أكثر من عشرة مواقع عسكرية في المنطقة بموجب اتفاقات مع روسيا. ويأتي على رأس أولوياتها منع تدفق مزيد من اللاجئين السوريين، والذين يعيش نحو 3.6 مليون منهم بالفعل في تركيا. وذكر المصدر أن مفاوضات تجري بين تركيا وروسيا بشأن إزالة الموقع التركي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن تركيا لن تنقل موقع المراقبة القريب من مورك -والذي تعرض رتل تركي حاول الوصول إليه يوم الإثنين للهجوم. وصعدت قوات الحكومة العمليات العسكرية على المنطقة الواقعة بشمال غرب البلاد في أواخر أبريل، ضمن هجوم أوقع مئات القتلى وأجبر مئات الآلاف على النزوح صوب الحدود التركية.