تنحت بوردة أسطورية قصيدتها


رشيدة المراسي | تونس

كل الذين كتبوا عن الخيال
قالوا: إنه من عدم
وعلى أيديهم صار يُخلق
الخيال عندي بلا رأس
ولكن بقلب مفتوح
وذاكرة منقوشة على خدّ الأفق
هل تبصر الأفق؟
هل رأيت النجم يحط كطائر خرافيّ
على كتف المقصورة الخلفية للرأس؟
بأم عيني رأيت خيالي يقتفي أثري
ويطاردني، كمن يبحث عن ملجإ آمن
كمن فرّ من الحرب
أو من الجحود
أنا لم أخذل تاريخ البشرية
فكيف أردّ حاجة خيالها الخصب
بأمّ عيني رأيت خيالي يجلس أمام عيني
يفتح لي سجلاّت عهودي الغابرة
ويقنعني بأنني أكبر من عصر التراب
حين أصغيت إليه وصدّقته
التقيت بأصدقائي القدامى
بأبي الأزلي الضخم في جبال البلقان يسنّ سيفا طويلا
وبأمي الثانية في دمشق أميرة في قصور تدمر
تنحت بوردة أسطورية قصيدتها على خد سارية من رخام.

 

تعليق عبر الفيس بوك