تقع صحراء ثار في الجزء الجنوبي الشرقي من باكستان؛ حيث إنّها من بين أكبر 20 صحراء حجمًا بمساحة 19638 كم2، وهي الصحراء الأكثر اكتظاظا بالسكان على هذا الكوكب، حيث تأوي 836 شخصًا لكل كيلومتر مربع.
وتتمتع صحراء ثار بمناخ صحراوي استوائي، وتسقط معظم الأمطار في أشهر الرياح الموسمية بين يونيو وسبتمبر بينما تكون أمطار الشتاء قليلة. ومن أبرز المناظر الطبيعية الخلابة في هذه الصحراء الكثبان الرملية العملاقة التي تغطي معظمها، إلى جانب السهول الغرينية، والبحيرات المالحة التي تظهر خلال موسم الرياح الموسمية.
أمّا التنوع البيولوجي فهو مثير للإعجاب بوجود أكثر من 140 نوعًا من الطيور، و23 نوعًا من السحالي، و25 نوعًا من الأفاعي، بالإضافة إلى الجنكارا أو الغزال على سبيل المثال لا الحصر.
وتعرف صحراء ثار الواقعة في الجزء الشرقي بأنّها أكبر صحراء في باكستان وتتمتع بثقافة وتراث وتقاليد وحكايات شعبية ورقصات وموسيقى متعددة الأوجه، ويرجع الفضل إلى سكانها الذين ينتمون إلى ديانات مختلفة. وتشكلت منطقة باركر من الرواسب الغرينية لنهر الإندوس، بينما تتكون صحراء ثار في الغالب من مساحات جرداء من الكثبان الرملية المغطاة بالشجيرات الشائكة.
وتقع التلال الوحيدة المسماة كارون جهار في أقصى الجنوب الشرقي من ناغار باركار تالوكا. تنتشر هذه التلال على بعد حوالي 20 كم طولًا ويبلغ ارتفاعها 300 متر، وهي مغطاة بالغابات المتناثرة والمراعي، والتي ساعدت على تشكل اثنين من الينابيع الدائمة والجداول المتجمعة بعد هطول الأمطار.
وتتركز المستوطنات البشرية في الغالب بالقرب من تلال كارون جهار حيث يتدفق تياران موسميان في بعض الفصول. نادراً ما توجد المياه الجوفية في صحراء ثار. لا تزال أعداد كبيرة من العوائل يقطنون في جهوجيز (مساكنهم تتكون من غرفة واحدة مصنوعة من القش والعصي الخشبية الرقيقة).
وصحراء ثار مليئة بالإثارة والتشويق للسياح والزوار الذين يتحملون الألم لاستكشاف الثقافات وأساليب الحياة والتقاليد الجديدة. ومباشرة بعد الصعود على الكايكرا (شاحنة عسكرية من الحرب العالمية الثانية)، والتي تعد وسيلة التنقل الوحيدة للأشخاص وحيواناتهم للوصول إلى أعماق صحراء ثار، لتبدأ مشاهد شروق الشمس وغروبها، مع وجود كرفانات الجمال، ونشاطات رعي الماشية، والكثبان الرملية الكبيرة والصغيرة بأدغالها الشائكة، والثياب والمجوهرات التقليدية النسائية، والموسيقى الشعبية والرقصات، كلها تخطف الأنظار لثرائها وأصالتها المحافظ عليها جيدًا.