وصــــــايا للإنسان!


شعر: د. شعبان عبد الجيِّد

لا تبتئس..... أنتَ الذي تَهَبُ الحــــياةَ حــياتَها
بيـــديكَ تملكُ أمـــرَها: دورانَـــــها وثبـــاتَـــها
//
إياك تَبخَس قــــدرَ نفسِك يا رفيـقي في الكــفاح
فبدون سعيك في الصباح تموت أحـلامُ الصباح
//
قم واكتشف طـاقات ذاتِكَ .. إن ذاتَــك معجـزة
أنت المكلَّــفُ بالمُحـــال.. وقـــادرٌ أن تُنجــزَه
//
لا تستهن وتــــقلْ لنفسِـكَ : لستُ إلا واحـــــدا
فأبــــوك آدمُ فــي البداية كان فـــرداً واحــــدا
//
سيجيء بعدك ألفُ جــــيلٍ مثل من كانوا هنا
وتظــــلُّ وحـدك كائناً فــذاً .... فلســتَ الهيِّنا
//
قد يشبهونك في الملامحِ والخلائق والصفات
وتــظــلُّ أنت نسيــجَ وَحدِكَ بين كلِّ الكائنات
//
كن في الوجودِ أخا الوجودِ وعش حياتَك مبصرا
لا حــــائراً أعـــمى ولا عبـــدَ الــقيـــودِ مسيَّــرا
//
دع عنك خـــوفَ العاجزين وحَـــيْرةَ المتلجلــجِ
وانشر شِـراعَك في العُباب وخذ طريقَك وانهَجِ
//
طهِّر عزيمتَك القويـــةَ من مخــــاوف عُــــزلتِك
واخــرج إلى الــدنيا وأسمِعها ملاحــمَ قصَّــــتِك
//
سِــــر مطمئناً ... لا تَخَــف مما يُـــخَبِّئُـه الغــــدُ
إن الغــــدَ الآتــي بعيــــــدٌ ... والمخاوفُ أبْعـــدُ
//
دع ما يُسطَّرُ فـــــي الغيوبِ لأمر عـلام الغيوب
إن الغيوبَ رحيمةٌ جــــــــداً .. ويومُكَ لا يؤوب
//
من صُنــع أوهــــامِ الفتى ما قـــد يـــكابدُه الفتى
فَعِشِ الحياةَ ولا تخــف ممـا مضى أو مـا أتــى
//
الحُـــزن هَـــــمٌّ فاطَّـــرِحْهُ .. ولا تُصِخْ لمتاعِبِك
لا تكتئبْ وامسح دمـــــــوعَكَ فالسرورُ يليقُ بك
//
لا تندَمنَّ عــــــلى الذي ســــــرَقَ الزمان وآلمَكْ
ما ضاع من أيامِ عمرِك كلُّ مـــا قـــــــــد علَّمك
//
سِرْ واثقَ الخطواتِ واصعَد في دروب السالكين
سابق أولي الههمِ الكبارِ ولا تكن فــي الخــاملين
//
فتش عـــــن الدرب الذي لم يمشِ فيه السائـرون
واصنع بجُـــرأة رائــدٍ ما حـــــار فيه الآخـرون
//
لا تكترث بذوي المناصبِ والمكاسبِ من حرام
أنت الـغنيُّ بما اكتسبتَ وهم طَغــامٌ في رَغــام
//
لا يُؤيِسَنَّك أن يكـــــونَ أخــــو الغبــاءِ منعَّــــما
كم تافــهٍ رَجَـــــعَ الـــــوراءَ وكان قبـــلُ مـقدَّما
//
لا ينفعُ الجــهلاءَ ما جمعوا من المـــال الوفـيــر
يفنى الـــذي كنــزوا ويبـــقى ذلك العلـمُ البصير
//
زمنُ المحبَّة قــــد أَهَــــلَّ .... فَعِشْ بقلبٍ عاشقِ
ودِّع عصورَ الحــــــــقدِ واترك خلقَها للخــــالِقِ
//
أبـــدِع وجــدد وابتكر ...... فالســبق للمتجـــددِ
سِــر...  لا تقف...  إن الطـريق تضيق بالمتبلِّدِ
//
ســافر ترحَّل واغترِبْ .. ودع الأسَى للـــزامِـرِ
غــامِرْ وخاطــــر واقتحم .. ما فاز غيرُ مغامِرِ
//
أنت الوجـــودُ جميعُه.. لولاك ما هـذا الوجـود؟
مـاذا الذي يعنيه بعدَك؟ ما الفناء ؟ وما الخلود؟
//
الكـونُ بعدك جـــملةٌ خـرساءُ مبهَمةُ الحــروف
بك تستحــيلُ ثــمارُه النــفِـراتُ دانيةَ القــطـوف
//
كن واثـــقاً أن الحـــــياة مديـــنةٌ لك بالكــثيـــر
لـــولاك ما دارت رحاها واستـقام لها المـسير
//
 أنت الكريمُ .. فلا تَــهُن لمن استبدَّ ومن بــغى
فالظلم أهـــوَنُ ما يكون إذا تجبَّـــر أو طــغــى
//
أنت الــــذي ســوَّاك ربُّكَ منــذ كنتَ مُـكَــرَّما
ثم اصطفاك بما حـــباك فكنت أنــت الأعلـما
//
فاقـــرأ وفكِّـر واعتقد... واجَــهر برأيك للدُّنَـى
وعِشِ الحياة كما تشاءُ... وقـــل لها : إنـي هنا
//
كُن مُسهِماً كُن مُلْهِماً.... كُن قـــــائداً كُن رائداً
لا تَــرضَ بالـدور الـضئيلِ وعِشْ حياتكَ سيِّدا
//
واعــلم يقيــناً أن دَورَكَ ليــس يُحسِنُه سِــــواك
فإذا رحلتَ عن الوجـود إلى مَدى فاترك شذاك !

 

تعليق عبر الفيس بوك