فاطمة الحارثية
عندما يجتمع الشر كله تحت سقف واحد وتجد نفسك هائمة بين أروقة خطاهم، يدثرك مكرهم وتبهتك مشاعر "كمشاعر اليهودي الذي صفعة هتلر"، تفقد شعور الامان في حيره ودهشة مع تعاقب كل ذلك الشر امامك؛ هل ضلّ السعي لذلك جُمِعَت النفس واياهم ام ان الخُلق والقيم والمبادئ اضغاث أحلام والامر انهم ممن يحسبون انهم يحسنون صنعا ويدعون الاختلاف!
"عندما تكون على حق تستطيع ان تتحكم في اعصابك اما إذا كنت مخطئا فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيك" مهاتما غاندي
لا تكمن العلاقات ولا تستمر بالكلمات المنمقة ولا المجاملات المستمرة، أستطيع ان أقول عن مثل هذه العلاقات بانها زائفة رغم ان البعض يقول عنها علاقات رسمية او مصلحة. إذا عزيزي القارئ ما رأيك انت الى اين قد تصل بهذه العلاقات لقضاء امورك وماذا عن حياة الخلود هل إن قابلت شخص علاقتك معه مصلحة في الحياة الأخرى ستستمر المجاملة! (عندما تنظر اليه تتخيل ذلك)، حياة الخلود ليس فيها مصلحة او واسطة او محاباة تنقل بها أحدهم من الجنة الى النار او تنقلك من النار الى الجنة. فلماذا تحمل أسمال لا تنفع ولا يمكن استثمارها في حياة الخلود.
يردد البعض ان الصديق وقت الضيق بمعنى يمكننك ان تتبين معدن الصديق المخلص في وقت الحاجة والشدة فهو يأتي ويقف معك ويشد من أزرك، اسمحوا لي ان اخالف البعض في ذلك لان هناك من يصطاد في الوقت العكر ويستغل الحاجة بمعنى، لم يحتوي حاجتك ولا ضيق امرك حبا وكرامة بل ليستغلك بمفردة أكثر تطورا ليستثمرك، وهذا الاسواء لتبقى مديونا ترد جميلا آلاف المرات، مكبلا مدى عمرك يلفك بأغلال المطالبة بالولاء والامتنان انه نوع من الاستعباد والتسلط والتحكم الغير مباشر.
هل ابالغ ان قلت ان الصديق الحقيقي نادر، لكن انا لم اقل ذلك فعليا بل يردده حشد كبير من الناس بمختلف اللغات، الامر لا يحتاج الى سلسلة من التضحيات حتى يُثبت المرء حبه او ولاءة فالصدق معيار كاف وحازم مهما كانت الأفعال (لن اجنح الى الأفعال المركبة كدفعك من خلف ظهرك من على السفينة ثم ادعاء انقاذك من الغرق) لست متشائمة ان رسمت الواقع بل إقراره يعطي لنا المجال لقبول العلة والتحقق منها من اجل علاجها، فالإنكار يتيح المجال لتفاقم الأمور وتدهورها الى مراحل يصعب معها علاجها لنبلغ درجة الاجتثاث أي القطع.
عندما يٌمس الجوهر بسبب اهمالنا من إيقاف الايادي الآثمة بحجة الخوف من التورط يضعنا شركاء في الاثم، في المقابل سياسة الحوار والتوجيه والنظر الى ابعاد ما بعد الفعل يقي أية علاقة كانت سواء على الصعيد الإنساني او العملي او التجاري.
الاستراتيجيات في الحياة (الأهداف) امر حتم على الانسان الجاهل الولوج الى خارج حدوده الممنوحة من الخالق، حتى لا يكاد الناس يدركون أدائهم لهذه الأفعال مثل أصدقاء الحاجة وأصدقاء التخييم وأصدقاء العمل (مع الاحتياط) مثلها مثل استراتيجيات الاستثمار كعدم وضع جميع البيض في سلة واحد وتوزيعه بحكمة لان العدد في الغالب محدود كرأس المال.
يكمن الخطر في أساليب الغير عند فرض معتقداتهم وتحجيم وجودنا ولا نجد مخرجا الا بالإيمان بأنفسنا والتمسك بالقيم والمبادئ الراسخة، ربما تجاذب الاشباه يعطى للاستمرار قيمة ولا نُحبط وعند فقد الشبيه لابد من مواجهة الصعاب وبلوغ ذروة الألم في مخاطرة ورهان من اجل البقاء، علما بان الإقرار بمرارة الواقع هنا سلاحا ذو حدين فهو يعالج البعض ويشحذ عزيمتهم ويحطم البعض الاخر في تيه الهزيمة والفساد.
الإرادة الحرة لا تُمنح بل تؤخذ والعيش في إفك ما لا نفهمه ولا ندرك كيف يربطنا بالأخرين يعمل على تشابك الأمور وتعقدها فلا احد يعلم خفايا نفس الاخر وفي أحيان كثيرة الذات نفسها لا تعلم عن مكنوناتها وادراكها، وبالسعي يكون التحرر من المرارة وعالم الشر وخسارة الذات.
رسالة
عندما تدخل في عناق عنيف مع النبذ عند رفضك لكل ما لا يقبله دين ولا فضيلة كالتنمر والتحرش والبغاء والفساد ليعاقبك الجميع دفعة واحدة، نعلم، انها تلك الأوقات التي تريد ان ترحل فيها فقط، دون تشبث بالحياة. وربما الوضع كما يُقال عنه ان ثمة زمن لك وزمن لغيرك وهذا يتعارض مع الحقيقة والمعتقد فطالما مازلت على الأرض تعيش عليها وتتنفس من بعض خيرها وشرها فالوقت يُعد زمنك وحيز تجمع فيه تعاقب الاحداث والظروف في ذاكرتك ليوم الاشهاد يوم تقول فيه كل شيء عنهم وعن شرهم وفسادهم.
"الكلام من اختصاص المعرفة، اما الاستماع فهو امتياز الحكمة" أوليفر هوملز