مفهوم الإصلاح

 

حمدان بن سيف الضوياني (أبو سعود)

 

الإصلاح هو عمل وطني اجتماعي إنساني يقوم به الفرد أو الجماعة أو المؤسسات الاجتماعية والجامعات والمعاهد والحكومات الوطنية، ويهدف إلى تصحيح المسار في سلوك الفرد والمجتمع، وتصحيح الانحرافات في المباديء والقيم والمفاهيم الاجتماعية الإنسانية أو تصحيح نظرية سياسية ونصوص تشريعية أو دينية أو تعليمية أو اقتصادية... إلخ.

والاصلاح غايته تحقيق رؤية القائم والساعي إلى التصحيح فيما يهدف إليه من فكر اجتماعي إنساني أو نظرية سياسية الخ.. ولذا نجد هذا الفكر الإصلاحي غير محبب عند بعض البشر نتيجة تعارض المصالح والأفكار والمفاهيم والقيم للإصلاح، لأن مصطلح الإصلاح حمّال أوجه؛ فبعضهم يرى أنه يحمل أيديولوجية القائم والداعي إليه، وهذا يتعارض عند الآخر، وهذا صحيح. لكن عدم القبول فهو بحد ذاته أيديولوجية ووجهة نظر سياسية، ولا شك أنه إذا ما أردت أن تعرف أو تفهم الفكر والقيم والمفاهيم في المنظومة الإصلاحية الجديدة عليك التخلص من تلك القيم الأولى، لأنه من غير الممكن أن تفهم الجديد إلا بترك القديم.

تاريخ البشرية يحدثنا ويروي لنا أن المجتمعات الإنسانية تتطور وتتقدم وتسعى إلى الأفضل، لأن مطالب الحياة تتغير وتتطور علاقتها ببعضها البعض مرتبطة بالمصالح فيما بينها. وفي الغالب تنشأ الحركة الإصلاحية من المعاهد والجامعات والمفكرين والمثقفين والنخب السياسية والمنظمات الاجتماعية الطلابية، أما نحن لا ندرك إن الخلاف أمر طبيعي وايجابي وتكاملي في الحياة والخلاف في الرأي هو إثراء في الفكر لتطور وتقدم الإنسانية والاوطان، ولكن من المؤكد بما أنه لا يوجد في تاريخنا وتراثنا العربي حق في الرأي والخلاف والإيمان به، وعندما يظهر لنا الحق عند الآخر لا نبدي الاستعداد بالقبول والاعتراف به، وهذه مشكلة من مشاكلنا المترسخة في نفوسنا وأفكارنا، وما زلنا نعيشها ونتعايش معها، وما زلنا نرفع شعارنا الشهير الرنان التسامح والتعايش.. فإلى متى نعيش في التسامح والتعايش؟ لماذا لا ننتقل إلى الاستقرار والارتقاء إلى العيش المشترك بيننا وفي أوطاننا ونصحح علاقتنا وسلوكنا مع بعضنا البعض ونعيش عيشا سويا في الحياة.

 

عيدكم وطن وعمانكم إيمان وانتماء وعلم وعمل وعشق للحياة..

وكل عام والجميع بخير،،

تعليق عبر الفيس بوك