خواطر تربوية إدارة الأزمة (20)


حمدي عبد الله أبو سنة | خبير تربوي مصري
يشير مفهوم الأزمة إلى حدث مفاجئ يسبب الارتباك ويختلف مدلوله حسب المجال المستخدم فيه وحسب ما يجذب من اهتمام ونسمع غالبا فى نشرات الأخبار مصطلح الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. الكارثة حدث مفاجئ يسبب خسائر مادية أو بشرية أو كليهما. المشكلة قرار صعب يتطلب إجابة أو قرار شجاع . الحادث فإنه يتم بشكل سريع وينتهى أثره. يتضح مما سبق أنه بدون التعامل الجيد فإن ذلك يشكل مرحلة ما قبل الأزمة. عموما فإن الأزمة  تتسم بأنها صادمة وغامضة لدى متخذ القرار وسريعة ومهددة للأهداف وغير متوقعة. أما إدارة الأزمة فإنها تحتاج إلى  قرارات شجاعة لمواجهة الموقف الطارئ فى ظل ضيق الوقت وانعدام أو قلة المعلومات والخطر الذى يهدد الجميع.
ومن أشهر الأزمات التى مرت بها جمهورية مصر العربية أزمة المبانى المدرسية  التى سببها الزلزال فى بداية العقد الأخير من القرن الماضى ولا يخفى على أحد أزمة أحوال المعلم من حيث الأوضاع المادية وضعف مهاراته وتمكنه الأكاديمى وكذلك أزمة الدروس الخصوصية وغيرها ولكن الكاتب يرى أن أخطر أزمة هى أزمة الإدارة والقيادة حيث زهد الكثيرفى المواقع القيادية  و نتيجة لذلك تصدى لللإدارة حفنة  من ذوى  القدرات الإدارية المحدودة والذين يتسمون بالرؤية الضيقة ولا أدل على ذلك من أنه فى إحدى المقابلات لاختيارمدير إدارة تعليمية  كانت اللجنة بالكامل مكونة من الحاصلين على الدرجة الجامعية الأولى فقط  و يناقشون أحد المتقدمين الحاصلين على درجة الدكتوراه فى الإدارة المدرسية وتكون النتيجة أنه لا يصلح. هناك أزمات على مستوى المدرسة مثل تسمم جماعى لتلاميذ مدرسة نتيجة نتاولهم التغذية المدرسية أو وجود بائعة جائلون على باب المدرسة. أو انهيار سور المدرسة وتسبب فى اصابة بعض التلاميذ أو اصابتهم أو مصرع تلميذ داخل المدرسة نتيجة دخول إحدى السيارات إلى المدرسة أو بسبب ماس كهربائى أو انقلاب اتوبيس المدرسة أو حتى اختطاف الأتوبيس كعمل إرهابى كما حدث فى إحدى دول أوربا.
حسب fink فإن دورة حياة تطور الأزمة تمر بأربع مراحل هي:-
1-    مرحلة الأعراض المبكرة.
2-    مرحلة إنفجار الأزمة .
3-    مرحلة الأزمة.
4-    مرحلة حل الأزمة.
وحسب Mitroff فإن ادارة الازمة لها خمس مراحل هى:-
1-    اكتشاف إشارات الإنذار: مستوى وعى الادارة بالتفسير الصحيح للإشارات وعدم تجاهلها يؤثر إيجابيا بكيفية التعامل مع الأزمة .
2-    الوقاية والاستعداد: الوقاية خير من العلاج و لكل أزمة خصوصيتها فى التعامل لكن الوقاية تساعد على منع أنتشار الأزمة  و آثارها و قد تكون الأساليب الوقائية سببا فى منع الأزمة من الأساس ويمكن اختصار المرحلتين السابقتين بإدارة الأزمة بالمبادرة.
3-    احتواء الأضرار: والمقصود بذلك منع انتشار الأزمة وتمددها .
4-    استعادة النشاط: إعادة الأوضاع إلى ما قبل الأزمة واستعادة نفس مستوى النشاط ويمكن تسمية  المرحلة الثالثة والرابعة بمرحلة رد الفعل.
5-    التعلم: وهى الدروس المستفادة من هذه الخبرة وذلك بعد أن يتم القضاء على الأزمة.
عموما يجب تشكيل فريق إدارة الأزمة من أشخاص متعاونين ومن تخصصات مختلفة بحيث يكمل بعضهم البعض الاخر ولديهم القدرة على ضبط الانفعالات والقدرة على التفكير العلمى ومن واجبات هذا الفريق:
1-    التنسيق بين الأنشطة ذات الصلة بالأزمة.
2-    تجميع المعلومات  ومراجعتها لمعرفة  أسباب الأزمة.
3-    تخصيص أنظمة اتصالات  جيدة داخلية وأخرى خارجية.
4-    تدريب العاملين وتيسير الاجراءات.
5-    تأسيس علاقات عمل مع أصحاب المصلحة الخارجيين.
إن الإدارة الغير فعالة التى تود أن تشتت الانتباه عن فشلها تقوم باختلاق أزمة لابعاد التركيز عليها وأصبحنا بعد ذلك بدلا من إدارة الأزمة نفتعل أزمة للأختفاء ورائها وتتضح بذلك أزمة الادارة لدى معظمنا.

 

تعليق عبر الفيس بوك