وجه القمر


د . أمل اسكيف | سوريا

دعـاني للقياهُ وقــت السحـــرْ
 فيا حَيْـــرتي هلْ دَعا أمْ أمَرْ؟
//
وراشَ السهامَ ونالَ المــــرامَ
وداعبَ باللّثمِ خـــداً غفــــــرْ
//
وقال : أطلِّي عــلى المستهامِ
زكاةُ الجــــمال دوامُ النـــظرْ
//
عشقتُ الغزالَ عـزيزَ المنال
فأين النظيرُ وأيــن الـــصورْ؟
//
وكنتُ الفتى الآمِنَ المطمئنَّ
ففزَّعَ  قلبــيَ طـــبلُ الخطرْ
//
أعرِّض قلبي للحـــــــاجبَيْنِ
 فأُصــرَعُ ثـــــــمّ ألومُ القدرْ
//
وإني التــرابُ سباني السحابُ
وأنتِ البريقُ لوجهِ القمرْ
//
أغارُ عليكِ من الآخـــــرين
ومن أعينِ الحاسداتِ الأُخَرْ
//
فصوني عن اللّثمِ وردَ الخدود
 فللثمِ فـوقَ المرايا أثرْ
//
وكمْ في زهوركِ جُن الرحيقُ
 إذا النحلُ فوقَ رباها عَبَرْ
//
فإن تمنحيهِ فـــــــذاكَ المراد
وإن تمنعيهِ مضى واصطبرْ
//
وصارَ كأيوب في الصابرين
 وأدركَ بالصبرِ بعضَ الظفرْ
//
أجبتُ بأني سمعتُ نـــــــداءً
 أطـــاحَ بلبّي وعــقدي انتثرْ
//
فلما دعاني أصــــــابَ الفؤادَ
بسهمٍ رمــــاهُ بلمحِ البصرْ
//
فعيناهُ في خاطري واحــتان
ويا لهفتي إن وَمــَــا وانحدرْ
//
فليتَ الحبيبَ يُطيلُ الحديثَ
 لأسمعَ مـــنْ ثغرهِ ما اختمرْ
//
فكمْ عذّبَ القلبَ جمرُ الحنين
إليـــــه ولكــــنَّ قلبي صبرْ
//
ومرتْ سنونٌ وشوقي سؤالٌ
 وما منْ جـــوابٍ وما من خبرْ
//
وقالَ رجاءً أودُّ الوصـــــال
فأنتِ مـــلاذُ غــــــدي المنتظرْ
//
فلا زلتُ ألتاعُ في وحـــدتي
 وأجرعُ في البعدِ كأسَ الضجرْ
//
فإنْ تعـــذري فالذي أرتجـيه
هو العفو عن عاشقٍ قد هجرْ
//
وقفتُ وقدْ طوقتني الحــسانُ
وجـــئنَ بثــــوبٍ بهيِّ النظرْ
//
وقُـــــلنَ هلُـــمّي فإنّ السماء  
تزفكِ بشــرى لحـــكمٍ صدرْ
//
نظرتُ وقدْ أثقلتني الدمـــوع
ولكنْ بماذا تفـــيدُ العبــــــرْ ؟
//
وقلتُ له حــانَ وقتُ الزفـاف
فقالَ : زفافكِ ؟؟ يا للغِيَرْ !
//
على منْ تُــراهُ ؟ أجيبي فقلتُ:
على الفارسِ القادمِ المستترْ
//
فصاحَ بصوتٍ جــــريحِ الفؤادِ
كقيثارةٍ بُحَّ فيها الــــوتـــرْ
//
وقالَ أخي ؟ يا لـــهذا القضاء
وغـــالبَ في العينِ دمعاً يفرْ
//
وأعــــــلنَ بالدمعِ أشـــــواقهُ
وأظهرَ من حــبّهِ مـــا استسرْ
//
أجابَ أخــــــوه صفيُّ الغرامِ
 حنانيكَ ما الدمعُ ؟ ماذا الخبرْ ؟
//
أنا يا أخي طالَ شـــوقي إليك
لماذا عزيزي أطلتَ السفرْ ؟!
//
لقدْ جـــــدَّ في البعدِ ما لا نودّ
وما كلّ ما نرتجيــــــــهِ يمرْ
//
وهذي عروسي كبدرِ البدور
وبعدَ قـــليلٍ سنجـــني الثــمرْ
//
فقال : أخــــي باركتـكَ السماء
أأنت الذي مَنْ بحبّي ظفرْ ؟
//
تعالَ ولامسْ ضلوعي بشــوقٍ
عسى ينقلُ اللّمسُ عطرَ الأثرْ
//
سأوصي بما سوفَ أهدي إليك
 عطوراً وورداً وأحـــلى دررْ
//
فبشراكَ إن التـــي فــــي يديكْ ***
فــؤادُ أخيكَ ووجهُ القمرْ !.

 

تعليق عبر الفيس بوك