الثقافة البصرية في المنظومة التعليمية

عمرو عبد العظيم

 

تشير الدراسات والأدبيات إلى أنّ الثقافة البصرية تمثل مجموعة من الكفايات المرتبطة بحاسة البصر، والتي يمكن تنميتها لدى المتعلم عن طريق الرؤية وعن طريق تكاملها مع خبرات مختلفة يتعامل معها المتعلم من خلال الحواس الأخرى. وتعتبر عملية تنمية هذه الكفايات ضرورية للتعلم فعند تنميتها يتمكن الشخص المتعلم (المثقف بصريًا) من أن يفهم ويفسر الأحداث البصرية والرموز البصرية، والأشياء التي يتعرض لها في البيئة التي يعيش فيها سواء كانت طبيعية أو صناعية.

وتمتلك الثقافة البصرية عدة مهارات من أهمّها مهارة الإدراك البصري الذي يلعب دوراً مهماً في السنوات الأولى من حياة الطفل، وذلك لأنّ 80% من تعلم الأطفال ناتج عن مثيرات بصرية، وهو أحد مهارات الثقافة البصرية اللازمة لإدراك العالم من حولنا، ويندرج تحت مهارة الإدراك البصري ما يُسمى بالتمييز البصري الذي يتضمن القدرة على ملاحظة أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين الأشكال والحروف ومدى هذا الاختلاف بين الأشياء والتمييز بين الألوان والأحجام والمطابقة بين الأشياء ومهارة التصنيف أي تقسيم الأشياء على أساس إدراكه لخصائصها في اللون أو الحجم أو الشكل.

وعند الحديث عن مهارة أخرى من مهارات الثقافة البصرية نرى أنّ مهارة قراءة البصريات له أهميّة كبرى في المنظومة التعليمية، حيث يُعد اكتساب المتعلم لمهارة قراءة البصريات له فوائد عديدة فهي تكسبه لغة جديدة تتمثل في اللغة البصرية التي تساعده على زيادة قدرته على الاتصال وفهم مجريات الأمور من حولنا خاصة في عصرنا الحالي الذي أصبحت فيه البصريات بأنواعها مثل الرسومات والتكوينات الخطية والصور المتنوعة والرسوم الهزلية والكاريكاتير والملصقات والخرائط والرسوم البيانية وسائل للاتصال ولغة عالمية، ويوجد هناك أحد عشر مستوى لقراءة البصريات والتي تعد من بين المهارات التي يجب أن تتوافر لدى المتعلم لتعامله مع البصريات، لذا من الضروري تنميتها لدى الفرد منذ نعومة أظافره ومنها مستوى التعرّف، والاستدعاء غير اللفظي الذي يقصد به القدرة على تحديد الأجزاء أو المكونات غير الموجودة في رسم توضيحي سبق له دراسته وتحديد الأخطاء به وتصحيحها.

 وتتكون الثقافة البصرية من ثلاث مكونات بصرية أولها  التعلم البصري وهو أسلوب تعلم الافكار والمفاهيم، والبيانات، والمعلومات الأخرى مقترنة بالصور والتقنيات، وهو أحد انواع التعلم الأساسية (التعلم الحركي-التعلم السمعي-التعلم البصرى)، وثانيها التفكير البصري وهو التفكير الناشئ عما نراه وهو أحد أنماط التفكير غير اللفظي كتعلم الموسيقى والرياضيات والحركة، وهذا النوع من التفكير يعتمد على ما تراه العين وما يتم إرساله من شريط من المعلومات المتتابعة الحدوث (المشاهدة) إلى المخ حيث يقوم بترجمتها وتجهيزها وتخزينها في الذاكرة لمعالجتها فيما بعد، وثالثها الاتصال البصري الذي يتم عن طريق تقديم المعلومات في شكل بصري وهناك طرق عديدة لتقديم المعلومات بصريا مثل الإشارات، لغة الجسد، الفيديو، التليفزيون، كما يركز الاتصال البصري على تقديم النصوص والصور والمخططات المدمجة في عروض الكمبيوتر.

ومما سبق تتضح لنا أهمية الثقافة البصرية ومكوناتها ومهاراتها التي يجب على المنظومة التعليمية العمل على تنميتها لدى المتعلمين وتوظيفها بشكل جيد في المواقف الصفية والمهارات التعليمية اليومية لتؤتي ثمارها في مخرجات تعليمية ذات جودة عالية يتسم طلابها بامتلاك مهارات الثقافة البصرية.

 

amrwow2010@gmail.com