فيها إناث الأرض كل حاضرةْ


محمد صالح| شاعر وناقد

*(مهداة للشاعر السورية  د. ريم سليمان الخش)

قالوا لها، والحبُّ يطلقُ صرخةً:
من أنتِ؟ قالتْ في نقاءٍ: شاعرةْ..
شعّت بها سحبُ البياضِ تلفّها
ياللسهام الملهمات العابرةْ..
ريميةُ العينينِ، أنفْ شامخٌ
وبجبهةٍ...سكنت غيوم ماطرةْ
رأسٌ..بهيُّ الوجد،
يشدو رقةً
من زهرةِ الدنيا،
وروحٍ طاهرةْ
قومية ..عربية..أمميةٌ
في رمشِها كلّ القصائدِ عامرةْ
إنْ تلْقها تلقَ الهوى مترنِّحا
من بسمةٍ علويّة كالساحرةْ
عبرت إلى الدنيا كأحلى نغمة
خضراءَ.. في عرسِ
الحقول الناضرةْ
لا تنثني.. والحلمُ لفّ بلادَها
وبقلبها كلّ الفواجع ساهرة
هي من دمشقَ.. من العروبةِ شمسُها
وإلى دمشقَ تعودُ يومًا ثائرةْ
جبلٌ على الآلام
جرحٌ واثبٌ
ومخيّمٌ.. فيه الحمائمُ ناطرة
ياللخيال بصورة شعرية
فيها إناث الأرض كل حاضرةْ
ريما أحبُّك مثل وردٍ عابقٍ
حب الإخاء ...أخوةٌ للآخرة
وضعتك قافيةُ الزمانِ قصيدة
شماء تعبق بالحروف الباهرة
"من أنت؟" قال المعجبون جميعهمْ
فأدرتُ كأسًا من حروفٍ حائرة !!
فأنا هنا.. أدري بأنك لبوةٌ
وغزالةٌ
وسنابلٌ..متقاطرةْ
حيت على حشد الرئام قصيدتي
صوفية الأبياتِ..طافت دائرة
فرأتْ جمالَ اللهِ وجهًا طاهرًا
ورأتْ جلال الوحيِ..
نفْسًا شاعرةْ
ملئت بكِ الأوقاتُ
طابتْ نشوة
فيها سلامي للحروف الآسرة

 

تعليق عبر الفيس بوك