أسيرُ الحكاية


شعر: يوسف حطّيني | فلسطين

كتبتُ على صفحةِ اللّيلِ
أمنيةً عذبةً لا تُطالْ
وأسلمتُ نَجْمِيَ للرّيحِ
صارتْ وسادةُ روحيَ
أرجوحةً لرياحِ الشّمالْ
على صهوةِ العشقِ
لم يسترحْ نبضُ قلبيَ
حتّى أسرَّ  ليَ الحلمُ ما لا يقالْ:
رأيت لَظَى شامةٍ تستريحُ
على سفحِ خابيةٍ من جمالْ
تعاتبُ أختاً لَها
في حديقةِ نعناعِها:
لا تغاري..
ستجني شفاهُ التَّمَنِي
شَذى البرتقالْ
ستُمطرُكِ اللهفةُ المشتهاةُ
ستُمطِرُ شهدَ طريقِ الحريرِ
وشاهدَةَ الياسمينِ
وعُنْقَ الغزالْ
يطيرُ بنا اللّيلُ
تسْري بنا شامةُ الحُسْنِ
تَطْوي المساماتِ طَيّا
يلاحقُها الشِّعرُ حتّى يُزيلَ
عن الأبيضِ المتربِّعِ دَهْشَتَهُ
باشتعالِ الحُمَيّا
تفرُّ العصافيرُ من بينِ دفْءِ الأصابعِ
كي تتنزّل فوقَ سماءِ الأنُوثةِ وَحْيَا
أرى قمَراً من سُعار الجنونِ
الّذي يرتمي فوقَ ظُلمتِيَ البِكْرِ
بَعْدَ الّذي والّتي واللُّتيّا
أرى قدَّ ميّاسةٍ
تتبختُرُ غاويةً في ضلوعِ الجبلْ
وتملأ سفحَ الخَيالِ بجَمْرِ القُبَلْ
أراها ترشُّ على وَجَعي
عطرَ شاماتِها
كي أظلّ أسيرَ الحكايةِ
والمشتهى والليالي الملاحْ
وأهصُرُها
كي يفرَّ الكلامُ المباحْ
فتسحبُ شاماتِها،
شامةً شامةً،
من شروقِ الصباحْ

 

تعليق عبر الفيس بوك