عمرو عبد العظيم
في ظاهرة جديدة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي رأينا غالب المستخدمين وقد كبروا في العمر فجأة من خلال مشاركة صور لهم تمت معالجتها عن طريق تطبيق Face app المثير للجدل وهذه الظاهرة وصلت ذروتها خلال اليومين السابقين على الفيسبوك، فالتطبيق تقوم فكرته على خلق تصور باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي للشخص كيف سيبدو مع تقدم العمر بـ30 سنة أو أكثر في شيخوخته، و حقق التطبيق مشاركات الكثير على وسائل التواصل الاجتماعية فيما يسمى "بتحدي العُمر"، و أعتمد مصممي التطبيق منذُ حوالي 16 شهر على استراتيجية تسويقية تسمى "الانتشار الأفقي": كما ذكرت صفحة براند للتسويق والإعلان، حيث كان الهدف تحديدًا خلق تداول مستمر لفترة محدودة وهناك أكثر من ميزة في التطبيق، وأظهرت معايير القياس حسب موقع similar-web/app أكثر من 50000000+ تحميل للتطبيق في أكثر من 155 دولة، أما الردود والتفاعل الشخصي غير مسبوق وخاصة على الانستغرام ٪6000،وقد ربحت من الإعلانات أرقامًا عالية من هذه الحملة، وكان التوجه الفني مستمر لأكثر من ١٦ ساعة وأخذ التطبيق Rating تقييم فوق ال 4.7 من 5.
وارتفعت قيمة العلامة التجارية للتطبيق مع التداول العام في أخر أربعة أيام، وهذه النتائج إلى هذه الساعة تقريبًا حسب صفحة براند، ومن هنا نجد أن تطبيقات الهواتف في مجال الذكاء الاصطناعي ما زالت تحقق نتائج ضخمة ورهيبة كل دقيقة تقريبًا.. نعم كل دقيقة!
وعلى الجانب الأخر نجد هناك خطورة بالغة وشكوك حول هذا التطبيق من ناحية الخصوصية وفي ماذا يمكن للتطبيق استخدام الصورة التي تمت معالجتها مستقبلاً، وفي نفس السياق قد يتطلب التطبيق أذونات للدخول الى بعض المعلومات والبيانات الشخصية مثل قائمة الاتصال والعناوين وقد يكون بها معلومات لحسابات بنكية وغيرها وبيانات شخصية يفترض ألا يكون لهذا التطبيق علاقة بها ولا تفيده في طبيعة عمله على الهاتف مما يثير الشكوك نحو موضوع الخصوصية.
ومن الناحية النفسية نجد له آثار سلبية عندما يتفاجأ الشخص بصورته كيف سيكون بعد 30 أو 40 عام مما يسبب له نوعًا من الإحباط والقلق بشأن هيئته المستقبلية ومدى تقبل المجتمع له وغيرها من أنواع القلق حول هذا الوضع الذي قد يطرأ على الإنسان في مرحلة الشيخوخة و هو في الأصل في غنى عنها، فالمستقبل وهيئته وتفاصيله بيد الله تعالى يقدرها كيف يشاء سبحانه وتعالى.
وخلاصة نقول نحن كمستخدمين لا يفيدنا هذا التطبيق كثيرًا بل قد يؤثر على الخصوصية ويزيد القلق النفسي بشكل كبير، والمستفيد والرابح الأكبر هي الشركة المالكة للتطبيق، لذا ننصح المستخدمين بالتأكد أولاً من التطبيقات وفعاليتها ومتطلباتها وماهية عملها وفوائدها قبل تثبيتها على هواتفنا.
Amrwow2010@gmail.com