ستائر الوداع


رضى كنزاوي | المغرب

حبيبتي ، كلما انتهيت من
كتابة قصيدة وداع
إلا وانتابني تأنيب ضمير مضنٍ....
كالذي يراود الخارج من مبغى
فأنا لا أخاف السوط والرصاص
ولا ما تخبئه النوافذ
والأبواب
والستائر ليلا...
ولا الدموع القابعة
وراء الجفون
كجنود الخنادق
ولا الصيحات العالقة  بالحناجر
المنغصة ...
بقدر ما أخاف أن أضيعك
بسهولة..
كسداد قارورة
تحت سرير
كولاعة في حانة
أو ككرتي الحمراء التي علقت في سقف
جيراننا
الذين رحلوا ذات فجر
بلا وداع....
أيتها الزهرة النائمة في صدري
كوحمة على جبين مصلٍ
لن يكون للموت
صلاحية أخذك مني أبدا
لأنني سأحمل
غبارك  على كتبي
ورائحتك على جيدي
ودموعك على رموشي
ودخانك على معطفي
وشهقاتك بين ضلوعي
وخصلات شعرك
 بين أظافري
وقبلاتك بين.....
وضحكاتك بين أسناني.
سأحملك إلى منفاي الأخير
كما يحمل الراعي سنبلة الحقل
بين شفاهه الزرقاء....
و كآخر ذنب استعصى
علي أن أنكره
أمام السؤال
سأحملك
ولو فقأوا عيناي
وكمموا فمي
وقطعوا يداي
وطمروا كل حواسي
فلن يجهضوا حبي لك
لن ألفظه
ولو ظلوا يصفعون ظهري
كما كان يفعل أبي عندما
تعلق لقمة الطعام
في حنجرتي
لا
أبدا !
لن ينزعوك مني قلبي
ولو بكلاّبة طبيب أسنان.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك