واحدة من أسرع دول العالم في خفض معدلات وفيات الأطفال

الهيئات الدولية تثمن تحقيق السلطنة مؤشرات صحية متقدمة ضمن أهداف الألفية الإنمائية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

  • الرؤية المستقبلية "الصحة 2050" تستهدف ضمان العناية الراقية لجميع أفراد المجتمع

 

 

 

مسقط - الرؤية

 

 استطاعت السلطنة خلال سنوات النهضة المباركة منذ عام 1970 تحقيق إنجازات مهمة على صعيد التنمية الصحية بالبلاد، بسبب الالتزام السياسي من قبل الحكومة لتوفير الصحة لجميع السكان ونتيجة للمجهودات المضنية التي بذلت من خلال خططها الخمسية المتعاقبة للتنمية الصحية.

وأشادت العديد من المنظمات والهيئات الدولية بجهود السلطنة في تحقيق المؤشرات المتعلقة بالصحة في أهداف الألفية الإنمائية، كما أنّ أهداف التنمية المستدامة جاءت متماشية مع النظرة المستقبلية للنظام الصحي في السلطنة "الصحة 2050 " لضمان تمتّع جميع أفراد المجتمع بعناية راقية وصحة مستدامة، وتخطو السلطنة خطى ثابتة نحو تحقيق غايات هذا الهدف قبل حلول عام 2030.

واعتبرت المنظمات الدولية السلطنة من أسرع الدول في خفض معدلات الوفيات للأطفال خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات واستمر ذلك في العقدين التاليين؛ فقد انخفض معدل وفيات الرضع (لكل 1000 مولود حي) من118 في عام 1972م إلى 16.7 في عام 2000م ثمّ إلى 5ر9 عام 2017م وانخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر (لكل 1000 مولود حي) من 181 في عام 1972 إلى 6ر11 عام 2017 وبلغ معدل الوفيات الخام 9ر2 لكل 1000 من السكان خلال نفس الفترة وصاحب ذلك ارتفاع العمر المتوقع عند الولادة 3ر49 إلى 9ر76 سنة.

وكان التحكم في الأمراض المعدية والأمراض الخطرة للطفولة السبب الرئيسي في انخفاض معدلات الوفيات فقد أدت الاستراتيجيات التي تبنّتها الوزارة إلى الحد من انتشار الأمراض المعدية، واعتمد في ذلك على عدد من الاستراتيجيات منها التوعية الصحية والاهتمام بالمجتمع وإنشاء نظام لترصّد الأمراض المعدية، كما أنّ التحصينات لها دور كبير وفعال في الحد من الأمراض الخطيرة وخاصة في السنوات الأولى من العمر.

وقد خلت السلطنة من العديد من الأمراض مثل: مرض شلل الأطفال وتيتانوس حديثي الولادة والدفتيريا ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية والحصبة الألمانية وداء الكلب، ومنذ عام 2000 تمّ القضاء على الجذام باعتباره أحد مشاكل الصحة العامة في السلطنة، وفي هذا المجال أيضًا قامت الوزارة بجهود كبيرة وعمل فحوصات على القادمين إلى السلطنة، وخاصة من الأماكن المشبوهة للتحكّم بالأمراض المعدية مثل: استئصال الملاريا، ونتيجة لذلك فقد انخفضت أعداد الحالات في عام 2018 إلى 916 حالة (معظمها حالات وافدة من خارج السلطنة) بعد ما كانت 1087 حالة في عام 2017.

وقد عكفت وزارة الصحية على وضع رؤى لاستراتيجية طويلة المدى لتطوير النظام الصحي تمثلت في "النظرة المستقبلية 2050" وهى استقراء ورؤى في كيف نود أن يكون وضع النظام في سلطنة عمان في المستقبل حتى عام  2050م وهي فترة طويلة دون شك، وقد يكون من الصعب التنبؤ بالكيفية التي ستحدث بها التطورات في مجال التكنولوجيا وفي المجالات الأخرى ضمن المجال الصحي لأنّه يتطور بوتيرة متسارعة، خاصة أنّ النظام الصحي يتأثر بعدد من العوامل والمحددات مثل العوامل الديموغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية والقانونية.

وأشادت منظمة الصحة العالمية بدور السلطنة من خلال اعترافها في نوفمبر عام 2012 بخلو السلطنة من مرض التراخوما، لتكون أول دولة في العالم يتم الاعتراف بخلوها من مرض التراخوما وبهذا صارت السلطنة في هذا المجال نموذجًا يُحتذى به في جميع دول العالم.

وانتهت الوزارة من إجراءات عدد من مشاريع التوسعات الأخرى وهي في مرحلة التناقص الاستشاري أو الإنشائي، كما قامت وزارة الصحة باستحداث وتطوير عدد من الخدمات والرعاية الصحية التخصصية في مختلف محافظات السلطنة خلال الخطط الخمسية الصحية الثامنة (2010-2015) والتاسعة (2016-2020).

واستعرض التقرير إنجازات الخطة الخمسية التاسعة (2016-2020)، فقد نجحت السلطنة في تحقيق العديد من الإنجازات قبل نهاية الخطة الخمسية التاسعة أهمها افتتاح المبنى الجديد للعيادات الخارجية والتأهيل والعناية الجراحية النهارية بمستشفى خولة ويضم العديد من العيادات التخصصية مثل: جراحة الأعصاب، الجراحة العامة، علم الأعصاب، التقويم والتصحيح والجروح، دائرة التأهيل، وقسم الرعاية النهارية، وفي المستشفى السلطاني تمت زيادة عدد الاسرة في وحدة عناية حديثي الولادة بـ 8 اسرة و زيادة القدرة الاستيعابية لجناح الولادة بزيادة عدد غرف الولادة من 14 غرفة الى 20 غرفة واستحداث وحدة نمو الطفل ووحدة طب المراهقين وتوفير ثلاثة اجهزة أشعة فوق الصوتية عالية الكفاءة وجهاز الحقن المجهري للحيوانات المنوية (IUI machine).

وقام المركز الوطني لعلاج الأورام باستبدال جهازي المعالج الإشعاعي، وتمّ أيضا في هذه الخطة توفير مجموعة من الأجهزة العلاجية والتشخيصية الحديثة لعدد من المستشفيات مثل توفير الأجهزة الرقمية لتصوير الثدي في مستشفيات صور وإبراء، وعدد من الفحوصات المخبرية الحديثة لمستشفى السلطان قابوس بصلالة ومستشفى هيماء وافتتاح مراكز علاج الجلطة الدماغية في مستشفى صحار ومستشفى نزوى ومستشفى السلطان قابوس بصلالة وإدخال الاختبارات التشخيصية الجزيئية السريعة في مختبر الصحة العامة المركزي والتي تمت توسعتها لتشمل المحافظات التالية (محافظة شمال الباطنة ومحافظة الداخلية ومحافظة ظفار) وترقية الفحوصات الجزيئية في المختبر المركزي والتي تشتمل على (LPA, MIRU-VNTR & sequencing of resistant mutation)، كما شهدت هذه الفترة أيضا حوسبة 13 مؤسسات صحية وتشغيل نظام إدارة المعلومات الصحية الشفاء وتم انشاء دائرة التسجيل وادارة البيانات الصحية التابعة للمديرية العامة للتخطيط والدراسات.

وفيما يتعلق بالمؤسسات الصحية فقد قامت الوزارة في الفترة من 2016م إلى 2018 بإنشاء مبنى جديد لمستشفى مدينة الحق ومستشفى طوي أعتير، كما تمّت ترقية مركز شليم الصحي في عام 2018 ليكون مستشفى محليا بـ 14 سريرا، كما تمّ في الفترة من 2016 إلى 2018 أيضًا افتتاح أربعة مراكز صحية بواقع مركزين في محافظة ظفار (مركز صرفيت الصحي ومركز المشاش الصحي) ومركز حي الجامع الصحي بمحافظة مسقط ومركز وادي السيل الصحي بمحافظة الوسطى، كما تمّ افتتاح مركز مديرة الصحي في محافظة الوسطى في بداية عام 2019. وبنهاية عام 2018م فقد بلغ أعداد المؤسسات الصحية 257 مؤسسة صحية تنقسم إلى 50 مستشفى تضم 5027 سريرًا و 22 مجمعا صحيا و 185 مركزا صحيا.

وأنجزت وزارة الصحة مجموعة من التوسّعات المختلفة؛ لدعم الخدمات الصحية المقدمة، حيث بلغ عددها للفترة من 2016 إلى 2018 أكثر من (153) مشروعا، أهمها: إنشاء وحدة الحوادث والطوارئ في كل من مستشفى جعلان بني بو علي، ومركز حمراء الدروع الصحي بولاية عبري، كما تمّ افتتاح وحدات لغسيل الكلى في كل من ولاية السيب، ولاية شناص ولاية مصيرة وولاية هيماء، كما تمّ افتتاح ثلاثة مراكز لمراقبة الأمراض المعدية في كل من ولاية ينقل وولاية الدقم وولاية صحم، كما قامت الوزارة بشراء العديد من الأجهزة الطبية الحديثة والأدوية والمستحضرات الطبية التي تساهم بشكل مباشر في تحسين جودة التشخيص والعلاج في جميع محافظات السلطنة وخاصة الأمراض المزمنة والمستعصية.

 

تعليق عبر الفيس بوك