كانت لفأسك أرضًا تستصرخ الحياة


نادية محمد عبد الهادي | مصر

اتركني وامضِ لحال سبيلك
اتركني بعدما قشرت ربيع جسدي
بعدما  انطفأ سراج عيني
بعدما ذابت أنوثتي في رداء ذكورتك
بعدما ودعت آخر بسمة لي معك
بعد  أن تولاني الغضب
وارتعشت صورتي في عين الصبا
وتهدجت أنفاس الكون على نافذتي
وتلوعت شراع سفينتي من عدم الاهتمام
***

تقول عني: إني صبأت
واتخذت من ماضيك ذكريات
وأقمت لدموعي  نُصبًا في معبدك التذكاري
***

أين ذهبت ضحكاتك لهديل الحمام
وكلماتك عن بريق السمراء
واشتياقك لأنفاس الحب معي
 وقت اللهفة
***

أين ضاعت ذكرياتي معك
وتبادل الضحكات على فراش الأمنيات
كنت تعتصر ربيعي ليزهر لك في مواسم البعاد
كنت تختمر رضابي في كأسك وقت المساء
وتناديني بقمر الليالي
***

الآن
عفَّت نفسُكَ عصير العنب الذي كنت تحتسيه من شفاهي
وكرهت رائحة الزنجبيل التي طالما كنت تتشممها من جسدي
أشبعتَ من طعم لحمي؟!
***

أنا هي التي كانت لفأسك أرضًا تستصرخ الحياة
أنا هي التي بذرت فيها كل بذورك العفيّة
أنا هي التي ضممتك على صدري لأرضعك حليب الأمان
***

إنْ  كنتَ كفرت بمخدعي وستائري لم تعد تؤنسك
ورائحة الياسمين مللت عبيرها
فلتذهب
واتركني لعابر سبيل
قد يفهم يوما معنى عبير الريحان.

 

تعليق عبر الفيس بوك