يحيى علاو.. وداعًا (5)


مروان المخلافي | اليمن

من محاسن الجروبات والمجموعات والمنتديات أنها قربت البعيد، فعرفتنا على قامات إعلامية، وشخصيات أكآديمية وثقافية، ومبدعون في الآداب  كنا نظن لوهلة بأن الوصول إليها صعب المنال لن يحصل إلا بشق الأنفس، وكم يشتاق الإنسان لإنسان آخر لربما كان ملهماً له في كثير من دروب حياته دون أن يعلم،  لشخصيته وحالته الإبداعية، وكاريزما الحضور السهل والمحبب الذي استطاع به أن يتصدر قلوب الناس والصفوة منهم.
ويسوق الله برياحه الطيبات عبق هؤلاء الطيبين الذين أثروا ساحتنا الثقافيه والأدبية، وأثروا في قلوب الكثيرين من متابعيهم حيث بلحظة وبضغطة زر، ونصف سؤال، تجد  نفسك بين يدي هذا الإنسان وفي رحابه وحضرته، وهو الذي أحببته دون سابق إنذار وقبل أن تلتقيه أو تجمعك به محاسن الصدف في يوم من الأيام، تلتقيه فتلتقي بشخصه ذلك الإنسان الذي شابهت أخلاقه تلك التصورات التي بناها عقلك وفكرك ووجدانك عن معدنه وأصله، يتأكد لك ذلك حين يأخذك النقاش معه مستويات حداً يبلغ فيه مداك منتهى الروعه من المحبة والتقدير والعرفان، ولربما يكون من عرفك وجمعك به إنسان أبعد مايكون بمثل صفاته الغالية من التواضع والتلقائية.
وفي السياق مثلاً كم هم الذين فقدوا برحيل (يحيى علاو) وطناً كان يسكنهم ويستوطن ضلوعهم بجباله وسهوله وحقوله ومدنه وقراه وكل شيئ جميل فيه كان لهذا الإنسان أجمل اللحظات وأروع الأوقات التي عرفنا فيها بجغرافيا هذا الوطن الحبيب الذي نثره على العقول والوجدان بأسلوب آسر كأنه السحر الحلال.
وكثيرة هي الأسماء التي تشبه (يحيى علاو) في حبها وأخلاقها وتواضعها وعفويتها وتلقائيتها من الرعيل ورواد الصف الثاني من جيل الكبار الذين عيشونا بزمن جميل من البهجة والسرور مازال هناك من يسعون بكل حب لأن يتركوا فينا نفحات من أقباس هؤلاء، ويحاولون صناعة شئ من الأثر الذي تركه أمثال هؤلاء الميامين والأفذاذ الذين تعملقوا بوطنهم، وقدموا له الكثير من العطاء المتوقد بإنكار ذات، وتركوا في أرواح الناس ذكرى طيبة تعبر عنهم وعن حقيقة معادنهم التي نزلت بمستواها لجميع شرائح المجتمع . ومن الشباب من يحاول وبكل صدق أن يقتفي أثر هؤلاء الطيبين بما يمتلكون من إمكانيات وهامش من الوقت الجهد بلا مقابل قد يمنون به قدموه بسخاء ثمين .

 

تعليق عبر الفيس بوك