المرأة التي تحبك

د. أحمد جمعة | مصر

 

المرأة التي تحبّك،

أصاب الغضروف أصابعها

لكثرة ما وقفت أناملها على الحروف

وهي تفكر في كلام كثير

كلام عميق

كلام يشدك من شعر غرورك المقيت

ويجتذبك إليها فقط

من كل هؤلاء النسوة المتحلقات حولك

واللاتي تكيل لهن غزلك البارد.

المرأة التي تحبك،

تحفظ كل قصائدك البائسة

قصائدك التي تحدثت فيها عن امرأة

تراقبك بصمتٍ ثرثار

قصائدك التي حذفتها

مخافة أن تعايرك بها امرأة تحبها

وقصائدك التي ظهرت بها أحمقًا وعاشقًا

وخائفا من الحب،

تحفظها عن ظهر دمعة وآهة

وكحل تخفي خلفه نظرات بوحها القريب،

تحفظها وترددها

كما يفعل الصغار مخافة النسيان.

المرأة التي تحبك،

تقرأ ما لم تكتبه من حروف

بين سطور القصائد

وتكمل نقاطك الفارغة دومًا باسمها،

وتقص ما يزيد من كلام

ليس على مقاسها،

ثم تختم النص باسمك واسمها

مشمّعا بأحبك؛

لتندهش.

المراة التي تحبّك،

كتبت كلاما لم تكتبه ميلينا لكافكا

ولم تعلق لك به

ولم ترسله لك

بينما أنت لاهث خلف معلِقاتٍ ومرسلاتٍ

ليس لهن إلا أجساد

يضيع وميض جمالها في عتمة النسيان

بعد زوال اشتهائك.

المرأة التي تحبك،

أنت أيضًا تحبّها،

لكنّ كلاكما

خائفٌ

وصامت!

تعليق عبر الفيس بوك