فجرهُ أشهى


وديع أزمانو | المغرب

(إلى والدي الطفل في عمر "السادسة و الثمانين" ؛ إلى العظيم "عمرو أزمانو")

رمقني صاعدا دُرج المنزلِ
قفزَ نحو سريرهِ العجوز
بخفَّةِ أسدٍ زاهدٍ
لأصعدَ وحبيبتي
إلى صلاتهِ
ويكون فجرهُ
أشهى
/
يطبخُ نهاراتٍ
بصمته
يرى نارا
تخرجُ
من ليلِ صغيره
ويُطفئُ بنظرتهِ
حيرة نجومٍ
/
لنفهم التعالق بين الكلِمة و اللَّحم
لنفهم التعانق بين حياةٍ و موتٍ
لنفهم
أنَّ الشِّعرَ
حدسُ الكائنِ
بنهايةِ الزَّمن
/
لتكن كلمتكَ
وجهكَ
حجركَ
في مواجهة المرايا
/
لا تتقنُ اللَّعِب
سواءَ في الحياة
أو بالكلِمة
حتى حبلُ لعِب البنات
قفزتَ فوقهُ
لتنكسِر روحك
وها أنتَ
تزالُ خالصا
يصقلُ الألمُ
قلبكَ
و الحبلُ
يعتصرُ
حُنجرتك
/
في سورية "باب عمرو"
وأنا لي "عمرو" و بابُ منزلهِ
وحُجراتهِ
كلَّما ضاقت طرقاتٌ
كلَّما اختنقت أرواحٌ
كلَّما تاهت ريحٌ
فتحَ "عمرو" قلبهُ
ليعبرَ الهواءُ
/
يهيمُ في برِّيةٍ بحثا عن عُشبةِ روحٍ ، أهيمُ مثلهُ بحثا عن حيوانٍ منويٍّ ، يهيمُ عزاءٌ في اقتفاءِ نُطفةٍ ، تُخبرنا أيَّامٌ قاحلةُ عن ضوءِ قمرٍ عجوزٍ يشبهُ ذقنهُ و سُبحتهُ ، يُخبرنا سهلٌ عن أخضرَ في قدميهِ ، تخبرنا وصيَّةٌ عن تعويذةِ الهباءِ في قلبهِ
وأنا صغيرهُ
كلَّما اقترفتُ خطيئةً
صارت بيضاءَ في صلاتهِ
كلَّما عثرتُ
حملتني
دموعهُ
كلّما تِهتُ
أعادتني خطواتهُ
كلّما تعلَّقَ قلبي
بالذي ليس منهُ ، بدُّ
كان القشَّةَ
تقصمُ ظهر الخراب !

 

تعليق عبر الفيس بوك