"حجرة الشيخ".. ترميم متواصل يعيد الروح إلى أبرز معالم وادي المعاول

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

وادي المعاول – الرؤية

 

تعد الحارة القديمة "حجرة الشيخ" من أبرز الآثار التاريخية العريقة في ولاية وادي المعاول، إذ تجسد تاريخ الولاية وميراث الأجداد الحافل بالعادات والتقاليد والآثار. ورغم قدم الحجرة إلا أنها ظلت شامخة شموخ التاريخ العماني طوال السنين، حتى بعد أن تأثرت الحارة بفعل العوامل المناخية، وبجهود الحكومة الرشيدة ممثلة بوزارة التراث والثقافة والجهود المجتمعية للمحافظة على سلامة القرى التراثية وتفعيلها لتكون معلما تراثيا وحضاريا ومزارا سياحيا بدأت عملية ترميم الحارة.

ولهذه الحارة تاريخ عريق يجسد نمطا معماريا في بناء المدن والقرى القديمة، وقد ترك الزمن على مباني هذه الحارات علامات التصدع والتشقق لذا فإن معظم جوانب القرية أصبحت آيلة للسقوط. وتظل حجرة الشيخ محتفظة برونقها رمزا لمآثر الآباء والأجداد كغيرها من المآثر العمانية الخالدة، فالمباني القديمة والممرات المتعرجة داخل الحجرة بمثابة مرآة ينعكس عليها التاريخ وكذلك فهي تحكي حكاية الأجداد وإنجازاتهم في البناء والتعمير.

وحول أهمية ترميم الحارة، قال سعود بن سعيد المعولي وهو أحد أبناء الحارة إن عمر الحارة يقارب التسعمائة عام ويرجع تاريخ الحارة القديمة لحجرة الشيخ إلى المغفور له الشيخ محمد بن بلعرب بن عمر المعولي باني ومؤسس الحارة المنيعة، وحجرة الشيخ قرية مستطيلة الشكل بحيث يحيط بها سور دائري من جهاتها الأربع وفي كل زاوية من زوايا السور يوجد برج شاهق.

وحارة حجرة الشيخ هي كيان اجتماعي متكامل تتوفر فيه جميع الاحتياجات الأساسية، حيث يوجد بداخل الحجرة مسجد ومدرسة لتعليم القرآن الكريم وسبلة كبيرة تعتبر مجمع العمانيين التقليدي. والسبلة هي المكان الذي غالباً ما يتوسط الحارة أو يكون عند مدخلها حيث يجتمع فيها الرجال مع أبنائهم الذكور صباح كل يوم. في هذا المكان يتبادل الرجال الأحاديث والأمور المتعلقة بشتى جوانب حياتهم ويتخذون القرارات التي تهمهم علاوة على أنها المتنفس الذي تتم فيه الأحاديث الودية والفكاهية، واستقبال الضيوف القادمين من خارج البلدة  .

ولقد كان لسبلة حجرة الشيخ الدور البارز في تربية الأبناء وتعليمهم تلقائياً العادات والتقاليد المتوارثة فعندما يصطحب الوالد ابنه إليها يصطحبه ليعلمه أسلوب الحديث وكيفية التعامل مع الآخرين والاعتماد على النفس وزرع كل ما هو مرتبط بعاداتنا وتقاليدنا حتى ينشأ الابن النشأة الصحيحة التي أساسها التعاليم الإسلامية الحنيفة وحب الأرض التي سيعمل ويكدح عليها.

وأشار سعود المعولي إلى الخطوط الدفاعية للحارة بقوله إنها تتكون من عدة خطوط للدفاع وهي أسوار المدينة أي جدران المدينة ثم الأبراج. وفي الماضي كانت الحارة محمية بالكامل بواسطة الأبراج والبوابات الدفاعية، كما يؤكد السكان المحليون أن الحارة في أوقات الحصار كانت تعتمد على نفسها بسبب وجود عدة آبار داخلية بحيث لا يوجد نقص بالماء داخلها، ويتم الوصول إلى حجرة الشيخ من خلال البوابة العلوية وخط الدفاع الثاني مكونا من سور يمر بمحاذاة الحجرة من ناحية الشرق ويحتوي السبلة والمدرسة والفلج .

وتحتوي حجرة الشيخ على 3 بوابات محصنة: الباب الحدري "بوابة المدينة" وتقع في الشمال الشرقي بجوار المدرسة والمسجد ومباشرة إلى حدائق النخيل المحيطة بالحجرة من الغرب والشمال والشرق. إلى جانب الباب الشرقي وتبقى منه فتحة في الجدار فقط، وكانت البوابة تقع خلف المسجد إلى الشمال الشرقي من الحجرة. وكذلك البوابة العلوية "البوابة العليا"هي البوابة الرئيسية والداخلية لحجرة الشيخ. وبعض أجزاء بوابة الدفاع الخشبية المعززة بالمسامير المعدنية باقية. ويذكر أن الخشب المستخدم في صناعة البوابة من خشب الميرانتي المستورد من أفريقيا.

 

تعليق عبر الفيس بوك