دعوة الناخبين إلى تحري معايير الكفاءة عند اختيار المترشحين

مسؤولون: انتخابات مجلس الشورى المقبلة "عرس وطني" وترجمة لدور المواطن في التنمية

 

 

مسقط - العمانية

أكَّد مسؤولون ومعنيون بالاستحقاق الانتخابي لانتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة المقبلة أن هناك أدوارا متكاملة في كل ولاية من ولايات السلطنة للتوعية بأهمية الانتخابات والإجراءات المعمول بها والمستجدات في الانتخابات القادمة؛ حيث تسجل مسيرة الشورى تقدمًا في الأداء والوعي ضمن مساقاتها المرحلية الطبيعية، ومساهماتها في إثراء خطط التطور والبناء والعمل.

 

وأوضحت أحدث حلقات برنامج "الشورى صوتك"- الذي تبثُّه قنوات إذاعة وتلفزيون سلطنة عُمان، ويواكب الحدث مع الناخب في سائر محافظات السلطنة ويساير مراحل الانتخابات- إن المواطنين في ولايات محافظة الداخلية لانتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة يواكبون مراحلها عن كثب لتقديم 12 عضوا سيمثلون ولايات المحافظة الثماني في صورة واعية تعزز الخيارات المتاحة أمامهم في القوائم النهائية للمترشحين حالما يتم الكشف عنها. وأشار البرنامج إلى أنه "في محافظة الداخلية يمثل ولايات نزوى وبهلا وإزكي وسمائل عضوان اثنان في مجلس الشورى بينما يمثل ولايات منح وأدم والحمراء وبدبد عضو واحد لكل منها، أما المجتمع هنا فنشاطه ملحوظ جدا لتقديم منافسة انتخابية متقدمة بوعيه مستهدفةً انتخاب الأكفاء القادرين على التفاعل بإيجابية مع مهام الشورى ومسؤولياته المجتمعية والوطنية في هذه المرحلة، وأن عملية التطوير التقني الذي أدخلته وزارة الداخلية على جميع مراحل الانتخابات شكل ملمحاً جديرًا بالاهتمام بالنسبة للقيد الانتخابي الذي أعطي متسعا من الوقت حرصًا على إتاحة الفرصة لجميع المواطنين لممارسة حقهم الانتخابي أو بالنسبة لعملية نقل القيد الذي أغلق في 27 من شهر يونيو الماضي وأيضاً بالنسبة لعملية مراحل الانتخابات الأخرى القادمة أو فيما يتصل بجواز توظيف وسائل النشر الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي في مرحلة الدعاية الانتخابية".

محفل انتخابي

وقال سعادة الشيخ مسلم بن محمد الوحشي والي منح خلال حديثة في البرنامج "إن هذا المحفل الانتخابي المرتقب في الفترة القادمة يشكل عرسا وطنيا نعتز به كعُمانيين بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أبقاه الله- الذي أتاح للمواطن العماني حرية الاختيار في هذا اليوم التاريخي والوطني"، مشيرًا إلى أنه أصبح لدى المواطن العماني درجة كبيرة من الوعي والقدرة على تلبية طموحات الحكومة في هذا الجانب وطموحات المواطنين وأن محافظة الداخلية تضم كثافة سكانية كبيرة وإقبال المواطنين على القيد في السجل الانتخابي كان إقبالا طيباً ويلبي احتياجات كل ولاية خلال الفترة القادمة. وأكد سعادته أن المواطنين مدركون للضوابط الانتخابية سواء في السجل الانتخابي أو إجراءات الانتخابات وعملية الاختيار والأنظمة المعمول بها وهم يتفاعلون مع أدوار اللجان المكلفة بمهام الانتخابات، وهناك أدوار متكاملة في كل ولاية للتوعية بأهمية الانتخابات والإجراءات المعمول بها والمستجدات في الانتخابات القادمة سواء من الأعمال التي يقوم بها المترشحون أو من قبل المؤسسات والجمعيات الموجودة في المجتمع". وتابع قائلاً إن "أي ناخب في كافة شرائح المجتمع احترم حقه الانتخابي وبادر بالتسجيل في العملية الانتخابية له كل التقدير والاحترام حيث إن الانتخابات مسألة وطنية لأنَّ المواطن يساهم في بناء الوطن ويتحمل الأمانة والمسؤولية ويرسل رسالة إلى العالم بأن المواطن قادر على التفاعل مع الانتخابات بوعي ومسؤولية وأمانة".

منافسة وطنية

وتحدث في الحلقة أيضًا الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي المستشار القانوني بمجلس الشورى، وقال إن "الأداء قبل الانتخابات القادمة لمجلس الشورى سيكون تنافسيا من الطرفين، حيث إن المترشحين الجدد في هذه الانتخابات لديهم المستشارون والخبراء الذين يعملون لصالحهم ويديرون حملتهم الانتخابية، كما إن أمامهم تحدياً في طرح برامجهم أو الاتصال بالجمهور أو من خلال إقناع الشريحة المستهدفة في العملية الانتخابية، وسيعمل كل بطريقته الخاصة لاستقطاب مجموعة من الناخبين لصالحهم من خلال البرنامج الانتخابي وإدارته الحملة الانتخابية ومن خلال وصوله وتواصله مع الأفراد الناخبين بكافة شرائحهم دون استثناء".

وأضاف أنَّ "هناك وسائل للتسويق الانتخابي لابد أن يعلم بها المترشح وكيف يدير المنافسة ويسوق نفسه وبرنامجه الانتخابي حيث إن الأعضاء السابقين الذين قد يتقدم بعضهم لإعادة الترشح لديهم الخبرة في المجلس وفي إدارة حملته". وأكد أهمية التواصل المباشر للمترشح مع الجمهور ومع الناخبين "وهو عامل يأتي في المقام الأول ثم يأتي دور وسائل التواصل الاجتماعي كعامل مساعد في التعريف بالمترشح وتقديمه". ودعا الشكيلي المواطنين "ممن يحق لهم الانتخاب إلى الزحف في يوم الانتخابات إلى صناديق الانتخاب دون تردد ودون أن يكون هناك أي عائق يعيق هذه العملية إطلاقًا ولا عذر لأحد في ذلك اليوم الذي سيكون يوم إجازة إلا إذا كان هناك عذر قهري فهذه مسألة أخرى وحتى نكون على قدر كبير من الاختيار وبالتالي نوصل من يستحق لتمثيلنا في المجلس الذي أعطاه جلالة السلطان المعظم- أعزه الله- مع مجلس الدولة الثقة الكاملة في العملية الشورية وبالتالي يجب أن نتحمل المسؤولية بأمانة وصدق وبالعمل الجاد والدؤوب".

معايير الكفاءة

ومن جانبه أكد الدكتور خميس بن سعود التوبي مستشار الشؤون التعليمية بديوان البلاط السلطاني على "أهمية معايير الجدارة والكفاءة ومعرفة المترشح التي يتم انتخاب العضو على أساسها وبالتالي فإن الآمال والطموحات من المجلس كبيرة والمطلوب منه في المرحلة المقبلة للتنمية الكثير من العمل والمشاركة الإيجابية وبالتالي لا للمجاملات في اختيار المترشح وإنما العنصر الأساسي هو الكفاءة التي تخدم السلطنة والتنمية المتواصلة وتعمل على مزيد من تكاتف المجلس مع كل الجهود المبذولة من قبل الحكومة والمجتمع لتعزيز التنمية والبناء". وأكد أهمية دور المرأة في مجلس الشورى وأن تحصل على مساحة في الانتخابات القادمة وعلى دعم مجتمعي ومساندة من قبل شقيقتها المرأة ومن قبل شقيقها الرجل أيضا".

فيما قال الدكتور سليم بن محمد الهنائي الباحث في التاريخ العماني إنَّ "الناخب والمترشح وصل في هذه المرحلة إلى الوعي والإدراك لم نكن نشاهده من قبل، وأن تطور مسيرة مجلس الشورى صاحبها نوع من التطور الحسي لدى الناخب والمترشح، بمعنى أنه عندما ننظر إلى الناخب في فترة التسعينات وبداية الألفية أصبح الآن مختلفاً عما هو عليه من قبل، حيث إن الناخب قبل أن يقوم بانتخاب أي مترشح يقوم بدراسة ما قدمه للمجتمع وما هي إنجازاته، فهو على وعي، كما أنه يعرف المترشح الذي يغتنم الفرصة في لحظة آنية ويقوم ببعض التواصل والاتصال والاجتماعات واللقاءات والمنجزات الظرفية، كما أنه يعرف من يخدم المجتمع وماذا قدم من أعطاه صوته في الفترة الماضية وهل أدى ما عليه من  واجبات أم أنه أخطأ في الاختيار". وأضاف أن"المترشح يحمل أمانة دينية ووطنية وكل ما يتقاضاه خلال مدة عضويته إذا أصبح تحت قبة المجلس محاسب عنه".

وتحدثت في البرنامج الأسبوعي في الحلقة الماضية الأستاذة زهرة بنت سالم العبرية رئيسة جمعية المرأة العمانية بولاية الحمراء التي أشارت إلى أن جمعيات المرأة العمانية في كافة ولايات السلطنة لها دور كبير في التوعية بالعملية الانتخابية وهي تقوم بدورها في هذا الصدد وتشجع الجمعيات النساء كناخبة أو مترشحة على المشاركة في الانتخابات بكثافة لدعم المرأة وتعزيز جهودها لكسب أصوات الناخبين والناخبات. وقالت إن على المرأة الناخبة أن تقوم بإعطاء صوتها للمترشحة التي تتمتع بالجدارة والكفاءة ومساندتها حيث إن المرأة العمانية قادرة على القيام بدورها على أكمل وجه إذا وصلت إلى مقاعد المجلس، كما إن على المرأة الراغبة في الترشح في الانتخابات أن تكون قريبة من مجتمعها لتصل إلى الغاية التي تسعى إليها.

تعزيز الوعي

كما تحدثت للبرنامج خديجة بنت مبارك البطاشية عضوة مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الداخلية وأوضحت أن الوعي لدى المواطن أو المواطنة قد ارتفع في الفترات الأخيرة خاصة فيما يتعلق بانحسار التحيز القبلي والأسري، والرسالة وصلت بالمعايير التي ينبغي أن ينتخب على أساسها المترشحون لإثراء عمل المجلس. وأضافت أنه "ليس هناك قلق على المرأة في ظل المكانة التي توفرت لها في مسيرة النهضة المباركة بفضل التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم وجهود تمكينها في كافة القطاعات والمرأة تحتاج إلى فرصة من المجتمع وعليها أن تكون متواجدة وحاضرة في مجتمعها وأن تتحرك بجهودها ومواقع التمكين لتحظى بتلك الثقة والمجتمع أصبح واعياً بقدرات المرأة، والرجال التي عليها أن تثق وتدعم المترشحات. وأكدت البطاشية على أهمية الظهور الإعلامي للمرأة في مختلف وسائله ليتعرف عليها المجتمع أكثر وعلى برنامجها وأن تعمل على التحضير مبكرا للانتخابات وتسوق لنفسها في كل ما هو متاح من وسائل.

تعليق عبر الفيس بوك