يا سيدة السودان الثائر!


د. أحمد جمعة | مصر
أيتها العابرة بين الظلمة والنور، المشتعلة، يا رفيف الفراشات، التي لم يرتق لها عطر، ولا تخشى السكاكين، ولا ألسنة النيران، المغمسة بالجمال، والتي تقلد الريح خطوها المتمايل، ويغار من حسنها الحسن..
أيتها المرتقبة، والتي تراقبها الطبيعة، الحالم بمثل صوتها الطيرُ المغرد، والتي لا يمل انتظار عينيها الربيع، ومن مسامها يتفجر ينبوع الروائح الذي تحدثت عنه النبوءة، العارف بإثم مذاقها التفاح..
أيتها الحرة، الميمونة، التي تتقلد التماثيل صورتها، والتي منها امتدت قبائل الرمان، وصار باسمها للشعر ناس ومعنى، أيتها الثائرة، الثورة، التي تطوي في كفّها الحنان، والتي من ابتسامتها يسد العالم ما تأخر عليه من فواتير السعادة.
أيتها المحلّقة، العالية، التي تحمل أجنحتهاالملائكة، المتواضعة، التي تطمح إليها الطواويس، العذبة، التي حكى البحر للنهر صفاتها موجة موجة، ولم يرها.
أيتها الحكيمة، التي من سمرتها، تفجرت التعاليم البيضاء، والتي أرداها نبية له العالم،
يا سيدة السودان الثائر!

 

تعليق عبر الفيس بوك