العدد الثاني من "الذاكرة" يسبر أغوار المخطوطات العمانية المهاجرة

 

الرؤية - عيسى الشامسي

صدر العدد الثاني من مجلة الذاكرة (يونيو 2019)، متضمنًا عدة موضوعات قيمة وثرية بالمعلومات التاريخية والتراثية، التي تعكس عمق الحضارة العمانية.

واستهل محمد بن عامر العيسري رئيس التحرير أبواب المجلة بافتتاحيته التي تحمل عنوان "ديباجة"، وحملت المقالة نفسها عنوان "أسئلة تحقيق التراث"، تحدث فيها عن الطريق الوعرة التي يسلكها الباحثون عن المخطوطات ومضامينها بغية التحقيق أو الدراسة، لاسيما في الرسائل العلمية الجامعية. وذكر أن من بين المصاعب في بلادنا غياب فهارس المخطوطات إلا القليل الذي لا يروي الغليل. وقال إن أول الفهارس لم يظهر إلا قبل عقدين ونيف على يد وزارة التراث والثقافة، الجهة التي تولت التراث العماني منذ إنشائها، لكن ما تم فهرسته من مقتنيات دار المخطوطات بالوزارة قد لا يصل إلى ربع العدد الحقيقي من المخطوطات، ناهيك عن آلاف المخطوطات في الخزائن الخاصة. وأضاف: "هنا يكمن السؤال في درب الوصول إلى هذه المخطوطات في هذا العصر الذي هو عصر السرعة الرقمية عوضا عن الفهارس الورقية". وأكد العيسري في افتتاحيته أن "الحاجة غدت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى إلى قاعدة بيانات موحدة للمخطوطات العمانية وتلك المحفوظة في عمان من غيرها". وختم العيسري مقالته بأنَّ وسائل التحقيق باتت أيسر مما كانت عليه قبل توغل التقنية في حياة الناس، وأنه بتضافر العمل المؤسسي والفردي يمكن التقدم بخطى حثيثة في سبيل بعث وإحياء تراثنا العريق.

وتعددت أبواب المجلة، وتضمنت 6 أبواب، واشتمل الباب الأول على أبحاث ومقالات جاء أولها عن المخطوطات العمانية المهاجرة بعنوان "إشكالية المفهوم والدلالة" بقلم سلطان بن مبارك الشيباني. وجاء من بين الأبحاث والمقالات المنشورة، مخطوطات جامع أبي قحطان الهاجري "خبايا نص من القرن الثالث الهجري" بقلم رئيس التحرير. واحتوى العدد الجديد على مقال للدكتور صالح بن سليمان الزهيمي مدير تحرير المجلة بعنوان "نحو خزانة رقمية للتراث الفكري العماني" وناقش فيها واقع المشروعات الرقمية العالمية والعمانية.

فيما حمل الباب الثاني من المجلة عنوان "نصوص"؛ واشتمل على نص "الفائت" من ديوان محمد بن عبدالله المعولي، وهو من جمع وتحقيق فهد بن علي بن هاشل السعدي.

وفي الباب الثالث المعنون بـ"خزائن"، نجد مقالة بعنوان "أوائل المطبوعات في خزانة أحمد بن محمد بن عيسى الحارثي" وهي قراءة في التقييدات ليعقوب بن سعيد البرواني. أما الباب الرابع "مرصد التراث" فقد تصدره المرسوم السلطاني بإصدار قانون التراث الثقافي، وجاء من ضمن المواضيع في هذا الباب أخبار عن "من جديد الإصدارات في تحقيق التراث"، وصدور العدد التاسع عشر من مجلة الدراسات العمانية.

وشمل الباب الخامس على جديد إصدارات صحيفة الذاكرة في موسم الكتاب وعدد من المواضيع المتعلقة بالمشاركات والإصدارات.

في حين حمل الباب الأخير عنوان "قيد الفراغ"، وتضمن مقال "من التواريخ على الطرر.. ابن معد يؤرخ للجَرفة في القرن العاشر الهجري".

و"الذاكرة" مجلة فصلية تراثية تصدر عن مكتبة ذاكرة عمان، وتعنى بالتراث الفكري العماني.

تعليق عبر الفيس بوك