مسقط - الرؤية

اطَّلع أعضاء وموظفو مجلس الشورى، أمس، على العرض المرئي المقدَّم من هيئة تقنية المعلومات حول برنامج التحول الرقمي للمؤسسات الحكومية في السلطنة؛ بهدف التعرف على الموقف الحالي لمشاريع التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية، والوقوف على ما تم إنجازه في قطاع تقنية المعلومات والتحديات والصعوبات التي تواجه القطاع.

وقدم د. سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات عرضًا مرئيًّا؛ تضمَّن 3 محاور رئيسة؛ هي: موجز حول الإستراتيجية الوطنية لمجتمع عُمان الرقمي والحكومة الإلكترونية، والتحول الرقمي والخدمات الحكومية الإلكترونية، إضافة لمحور عن تقنية المعلومات وتأثيراتها المستقبلية. جاء ذلك خلال اللقاء النقاشي الذي جمع أصحاب السعادة أعضاء المجلس مع د.سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات والمختصين بالهيئة، وبحضور سعادة الشيخ علي بن ناصر المحروقي الأمين العام للمجلس، وعدد من موظفي المجلس.

وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات أنَّ رُؤية عمان الرقمية تتمثل في تحويل السلطنة إلى مجتمع معرفي مستدام عبر تفعيل تقنيات المعلومات والاتصال لتعزيز الخدمات الحكومية وإثراء قطاع الأعمال وتمكين الأفراد من التعامل الرقمي، مشيرًا إلى أنَّ المرتكزات الرئيسة لعمان الرقمية تتمثل في: تنمية المجتمع الرقمي، والبنية الأساسية المتقدمة والأمن السيبراني وبناء الثقة، والحوكمة والسياسات والمعايير، إضافة للتحول الرقمي وتطوير الخدمات الإلكترونية، وتطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات، وكذلك مرتكز الإعلام والتوعية.

وعن أهم المبادرات ومشاريع تنمية المجتمع الرقمي، أشار د. سالم الرزيقي إلى عدة مبادرات ومشاريع قامت بها الهيئة؛ منها: تدريب المجتمع في مجال تقنية المعلومات، والتدريب التخصصي وبرنامج والتدريب على رأس العمل، إلى جانب تدريب موظفي الخدمة المدنية في مجال تقنية المعلومات والمبادرة الوطنية للحاسوب الشخصي. وأوضح الرزيقي أن عدد المتدربين من موظفي الحكومة في مجال تقنية المعلومات بلغ 82,528 متدربا، في حين بلغ عدد المتدربين في مجالات تخصصية مختلفة في تقنية المعلومات 12,036 متدربا.

وتناول العرض المرئي أهم مشاريع ومبادرات البنية الأساسية المتقدمة؛ وتمثلت في: بوابة الدفع الإلكترونية، والمركز الوطني للتصديق الإلكتروني، والسحابة الحكومية، وكذلك المركز الوطني للبيانات والشبكة الحكومية الموحدة والمنصة المركزية للتكامل. وتطرق العرض إلى موضوع الأمن السيبراني؛ حيث أكد الرئيس التنفيذي للهيئة تأمين 414 شبكة حكومية، واكتشاف أكثر من مليوني فيروس وبرمجيات خبيثة، والتصدي للكثير من هجمات عبر الإنترنت، كما تم التعامل مع 3217 حادثا أمنيا، إضافة إلى اكتشاف أكثر من 240 ألف ثغرة أمنية.

كما تناول العرض أهم القوانين والتشريعات المنظمة لقطاع تقنية المعلومات، إضافة للأطر والسياسات والأدلة الاسترشادية التي يستند إليها في تنظيم هذا القطاع.

وتحدث الرزيقي عن تطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات والتحول الرقمي وتطوير وتحسين الخدمات الإلكترونية، والموقف الحالي لمشاريع التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية، والتي تشمل مرحلة تحسين الإجراءات وإعادة هندسة العمليات، ومرحلة تنفيذ الأنظمة وتطوير الخدمات الإلكترونية.

وقدَّم أصحاب السعادة جُملة من الاستفسارات والمداخلات الهادفة لتطوير قطاع تقنية المعلومات والثورة الصناعية الرابعة وتعزيز التحول الرقمي في السلطنة؛ منها: الاستفسار عن التحديات التي تواجه القطاع، وتأثير الثورة الصناعية والتطور التقني في بعض المجالات على أفراد المجتمع. وتساءل أحد الأعضاء عن خطة وسياسة هيئة تقنية المعلومات لتعزيز تمويلها المالي في ظل اعتمادها الحالي على الميزانية العامة للدولة؟ واستفسر الأعضاء كذلك عن أسباب عدم تطبيق التحول الرقمي في بعض المؤسسات الحكومية الحيوية؛ الأمر الذي قد يعيق المواطنين عن الاستفادة من بعض الخدمات الإلكترونية.

ودارت نقاشات حول أهمية توظيف الباحثين عن عمل في تخصصات تقنية المعلومات المختلفة، وتزايد أعدادهم خلال الفترات الماضية، إلى جانب الحديث عن ضوابط الأنظمة الإلكترونية ومدى جاهزية الحكومة في التدقيق الإلكتروني لمختلف الأنظمة الإلكترونية نتيجة ظهور عدة قضايا؛ منها الاختلاسات المالية نظرًا لضعف الأنظمة المالية الإلكترونية.

وتطرَّق اللقاء إلى عدة موضوعات في الشأن التقني والتحول الرقمي؛ منها: جرائم تقنية المعلومات كالابتزاز والاحتيال الإلكتروني والهجمات الإلكترونية والذباب الإلكتروني والحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، والبحث عن الحلول الناجعة للتصدي لها والتقليل من مخاطرها على أفراد المجتمع.