خواطر تربوية.. المهارات الحوارية الأربعة (17)


حمدي عبد الله أبو سنة – خبير تربوي

الحوار ينبع من تنوع المواقف والأفكار والإتجاهات ويهدف إلى المحافظة على العلاقات القائمة وتجنب الخلاف وحل المشاكل بحلول إبداعية وفي النهاية تحقق الأهداف المشتركة.
إن المعلم الجيد يشجع الطلاب للتحدث بحرية وصراحة فى الموضوعات التي تهمه بما فيها محتوى الدرس ويفتح المناقشة مع الطلاب ليكشف عن المتناقضات ويوافق أويختلف مع الآراء ويقبل الحقائق. بذلك تتحقق استمرار مساهمات الطلاب داخل الفصل. إن المعلم الجيد يعزز مشاركات الطلاب المتباينة. بذلك يتم بناء جسور من الثقة بين المعلم والطلاب وعلاقات بناءة. كما يضمن أسلوب التعايش مع المجتمع الخارجي.
" في إصداره "حوارات أصحاب المصلحة" 2014 Collective Leadership Institute معهد الريادة الجماعية "
للمؤلفين بتراكونكل وسلفين جيرلاخ وفيرا فريج يشرح هده المهارات الأربع التي تمكن أصحابها من التواصل والتعاون بشكل بناء للوصول إلى الأهداف المشتركة ويمكن إتخاذ القرارات بشكل سهل وفعال.
1/ افتتاح الحديث في الموضوع: القدرة على التعبير عن موضوع ما يعني التحدث عن الهموم والأهداف بشكل حقيقي وكذلك الإعتراف على أن الأمور لا يتم رؤيتها بنفس الطريقة من كل الأشخاص وهذه تنمي الذكاء إذا كانت مرتبطة بالقدرة على الإستماع وإذا استمع الآخرون بصدق شجع ذلك المتحذث أن يتحذث بصراحة كما يجب الإنتباه إلى الكلمات الغير صادقة أو التواصل الغير شفاف.
2/ الاستماع: يعني التوقف عن الكلام لتوفير مساحة ليستطيع المتحدث التعبير عن نفسه بصدق وصراحة. إن الإستماع الحقيقي هو إعتراف بأهمية ومشروعية وجهات النظر الأخرى حتى في حالات اختلاف الرؤى. وإدارة الجلسة يقع عليها عبء خلق مساحة لكل صاحب رأي مخالف لعرض رؤياه دون تعصب. عموما فإن الاستماع الجيد يزيد القدرة على رؤية الصورة الكاملة من كل الجوانب والزوايا. وذلك يساعد على الوصول إلى أفضل القرارات.
3/ الاحترام: لن يكتب للحوار الاستمرار دون توفر الأدب والاحترام وكذلك تقبل النقد. والاحترام يكون للشخص حتى لو لم يكن توجد موافقة على آرائه والإحترام سيدفعك للبحث عن الأهداف والروابط المشتركة بين الأشخاص. الاحترام يعنى الاعتراف بالتنوع وحق الاختلاف. إن توفير أجواء من الاحترام فإن هذا يعني استمرار الحوار وجنى ثماره.
4/ التوقف المؤقت: ويعني عدم التسرع في الحكم والتقييم السريع. وفيه إبقاء الأمور معلقة لوقت ما. ومع القدرة على احترام الاختلاف يمكننا قبول الآراء دون ان نتحد معها. إن التوقف المؤقت يعني التميير بين الاستماع والمراقبة وبين التقييم. وكلما زادت القدرة على التوقف المؤقت كلما زادت احتمالات الوصول إلى اتفاق الآراء والتواصل البناء والتركيز على الحلول. عموما يمكننا تطوير مهارات الحوارداخل الفصل الدراسي من خلال أنشطة المناظرة ومحاولة إقناع الآخرين والتشجيع على الابتكار مع احترام الاختلاف.

                                                                                                     

 

تعليق عبر الفيس بوك